تفتح أبواب الجنان في شهر رمضان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين»، وفي لفظ (وسلسلت الشياطين)، أي أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره . ورمضان شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ (الزمر:10). وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ (البقرة:186)، وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم» رواه أحمد . وهو شهر الجود والإحسان ولذا كان صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح - أجود ما يكون في شهر رمضان . وقد جعل الله تعالى كل هذه الفضائل الجمّة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك، حتى يعرف المسلم له حقه، وأن يقدره حق قدره، وأن يغتنم أيامه ولياليه، عسى أن يفوز برضوان الله، فيغفر الله له ذنبه وييسر له أمره، ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة .