وادي مليز (الشروق) الأكيد أن رمضان زمان يختلف عن رمضان اليوم من حيث جغرافية المكان والعلاقات والأجواء التي كانت تتميز قديما بالبساطة ومع ذلك هي عند أهلها قمة السعادة . محدثتنا الحاجة نوة بنت أحمد من أحد أرياف معتمدية وادي مليز تقول عن رمضان زمان وهي تستجمع قواها وذاكرتها التي لم يمنعها تقدمها في السن من تذكرها بأدق تفاصيلها. 78 سنة. نقوم نحن معشر النسوة صباحا لنتجه نحوالحقول لنعمل بها لبعض ساعات ونعود مع منتصف النهار لنحضر اللبن ثم نستريح بعض الشيء ثم ننطلق في رحلة طبخ طعام الإفطار بما لذ وطاب ولا ننتهي من ذلك إلا وآذان المغرب يرفع في السماء . أما الرجال فيقضون الفترة الصباحية في العمل والمسائية في رعاية حيواناتهم ليجلس الجميع قبيل المغرب بساعة تقريبا للعب بعض الألعاب الترفيهية. الخربقة وهي لعبة شبيهة بلعبة الديمينو) إلى أن يحل موعد الإفطار أما الشبان فيقضون المساء في لعب الكرة بالعصي وهي كرة قدت من قماش وفي ضربها والجري وراءها يتنافس المتنافسون . الأجواء الليلية في رمضان تقضيها النسوة في السمر بمنزل كبير الدوار يتبادلن الملح والنكت والأحاجي ويترشفن الشاي والقهوة وبعض الحلويات أما الرجال فيقضون ليلتهم في لعب الورق بالحوانيت التي تقوم مقام المقاهي في يومنا هذا . رمضان زمان عندنا وهورمضان الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وخاصة بالأرياف ورغم الشقاء والتعب إلا أنها متعة وأجواء رائعة ليت الزمان يعيد أدراجه إلى الوراء لنعيش يوما من تلك الأيام التي لا تنسى حيث كانت العلاقات بريئة ومتينة والخير وفير.