قمة الآسيان في كوالالمبور: تحولات عالمية حاسمة وملفات استراتيجية على الطاولة    بعد وصوله ماليزيا.. ترامب يرقص على السجادة الحمراء أثناء استقباله    سوتو غرادو حكما لمباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة    رئيس الجمهورية يستقبل التّوأم بيسان وبيلسان كوكة اللّتين فازتا بالجائزة الأولى لمسابقة تحدّي القراءة العربي بدبي    المُق.اومة اللبنانية.. لن نُسلّم السلاح ولن تؤثر علينا الضغوط    غدا.. سهرة فنية مميزة مع وليد الصالحي في مهرجان الرمان بالقلعة الصغرى    مجلس وزاري مضيّق لمتابعة خطة إنجاح موسم زيت الزيتون 2025-2026    عاجل/ فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في العثور على جثث الرهائن..    شارك فيها مئات الاشخاص.. مسيرة بالعاصمة تضامنا مع أهالي قابس    تونس تؤكد على ضرورة إلزام المحتل بالرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية    ترامب يلتقي أمير قطر ورئيس وزرائها خلال توقف في الدوحة    في ملف حجز 370 ألف قرص مخدر و12 كغ كوكايين ...6 متورّطين من بينهم رجل أعمال أجنبي    طقس الليلة    عاجل: بداية من الإثنين...الصيدية ماعادش تعطيك الدواء بهذه الصيغة    كأس "الكاف".. الملعب التونسي يفشل في المرور الى دور المجموعات    مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر .. أكثر من 20 مسرحية ...وندوة فكرية حول هوية المسرح التونسي    طلب فاق المعدلات العادية على أدوية الغدة الدرقية    تأجيل محاكمة مهدي بن غربية وأحمد العماري في قضية ذات صبغة إرهابية إلى ديسمبر المقبل    بطولة القسم الوطني أ للكرة الطائرة: انطلاقة قوية للترجي والنجم الساحلي في الجولة الافتتاحية    منوبة: افتتاح مهرجان الشاشية بالبطان إطلالة على التاريخ واحياء للذاكرة الشعبية    منوبة: أنشطة توعوية وترفيهية متنوعة تؤثث فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الإقليمي لنوادي الأطفال المتنقلة    وزارة المالية: الاقتصاد التونسي أظهر مرونة امام الصعوبات وحقق عدة مؤشرات ايجابية    تونس تجدد التزامها الثابت بحقوق الإنسان    شنوا الجديد في مقترح قانون تشغيل أصحاب الشهائد العليا العاطلين منذ سنوات؟    إيمان الشريف :'' ابني هو من اختار زوجي الحالي و غناية جديدة على قريب ''    تفكيك وفاق إجرامي مختص في ترويج المخدرات وحجز حوالي 350 غرام من الكوكايين    مطار قرطاج : استقبال بيسان وبيلسان أبطال تحدي القراءة في دبي    ترامب يلتقي أمير قطر على متن طائرته الرئاسية بطريقه لماليزيا    وزارة النقل تفتح مناظرة خارجية في 17 خطة معروضة بداية من 26ماي 2026    تفاصيل تقشعر لها الأبدان عن جزائرية ارتكبت واحدة من أبشع جرائم فرنسا    عاجل/السجن لهاذين المسؤولين السابقين..    رئاسة الحكومة تقرّر تعليق نشاط الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لمدة شهر    الاقتصاد التونسي أظهر مرونة امام الصعوبات وحقق عدة مؤشرات ايجابية    النادي الإفريقي: التشكيلة الأساسية في مواجهة الشبيبة القيروانية    بطولة العالم للتايكواندو بالصين - محمد خليل الجندوبي يتوج بذهبية وزن تحت 63 كلغ    عاجل: مباراة النجم الساحلي و نيروبي يونايتد غير منقولة تلفزيا    مدنين: افتتاح فعاليات ملتقى المناطيد والطائرات الشراعية بجزيرة جربة بلوحة استعراضية زينت سماء الجزيرة    اطلاق المبادرة الوطنية التشاركية للوقاية من السلوكيّات المحفوفة بالمخاطر الاثنين 27 اكتوبر الجاري    وزارة الصحة: تقنية جديدة لتسريع تشخيص الأمراض الجرثوميّة    عاجل: وزارة التربية تعيد فتح المناظرة الخارجية لسنة 2024 لتوظيف أعوان..الرابط والآجال    وفاة ملكة تايلاند الأم سيريكيت عن 93 عاما    الفحص الدوري للسيارة: كيفاش تحمي روحك وكرهبتك قبل ما تصير مصيبة!    رضا الكشتبان يحاضر حول "تاريخية العلاقات التّونسيّة الإسبانيّة"    عاجل: موسم فلاحي قياسي في تونس...خبير يكشف    سليانة: افتتاح موسم جني الزيتون    دراسة تكشف: اللي فرحان يعيش بصحة أحسن    تناول ماء الحلبة يوميًّا لمدة أسبوعين.. فوائد ماكش باش تتوقعها    وزير الشباب والرياضة يجتمع برئيس جامعة كرة القدم وأعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم    بشرى سارة..العالم على مشارف "دواء سحري".. يعالج الصلع في 3 أسابيع    رزنامة جديدة للامتحانات؟....رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ يوّضح    الإفراج عن السائق وعون الصيانة بعد حادث سقوط التلميذ!    اليوم 14:30: تفرجوا في الماتشوات الكل على القنوات الرسمية    رسميا/ أودي "A6 سبورت باك إي ترون" في تونس: أيقونة السيدان الكهربائية.. فخامة واداء..مميزاتها وسعرها..    مصر.. تعطل الدراسة في 38 مدرسة حرصا على سلامة التلاميذ    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة ..حذار من موت الفَجأة    زحل المهيب: أمسية فلكية لا تفوت بتونس    ما معنى بيت جرير الذي استعمله قيس سعيّد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين يسهر التونسيون في رمضان ؟ : المقاهي والشوارع للرجال... والمسلسلات للنساء
نشر في الشروق يوم 16 - 08 - 2010

اذا كان شهر رمضان شهر «اللمة» العائلية بامتياز، فإن الالتقاء لا يكون في الغالب الا على مائدة الافطار والسحور، اذ ان الرجال عادة ما يغادرون البيت بعد الافطار في اتجاهات متعددة للسهر الى ساعات متأخرة في حين تبقى النساء بالبيت تتجول بين الفضائيات واذا كان لمواطني المدن الكبرى خيارات واسعة للسمر خارج البيوت فإن متساكني المدن الداخلية وفي غياب فضاءات ترفيهية وتظاهرات ثقافية وفنية يضطرون الى التوجه الى المقاهي أو الى التجول في بعض الشوارع والساحات هربا من الحرارة وبحثا عن الترفيه.
قبلي : الشيوخ يستذكرون «رمضان زمان», والشباب في المقاهي
قبلي الشروق:
من الاشكالات الجديدة التي تطغى على الأحاديث المتداولة بين أهالي قبلي هذه السنة قبيل حلول شهر الصوم وخلاله هي كيف وأين سيقضّون سهرات ليالي رمضان؟ فالبيوت المغلقة تظهر لهم غير قادرة ولا مهيأة لامتصاص ما تخلّفه قساوة الطقس ومشاق الصيام من ضيق يتطلب الترويح ولذلك فإن كثيرا من المواطنين بهذه المنطقة أصبحوا أكثر اهتماما واشد تحسسا لأهمية الفضاءات الترفيهية ولضرورتها في الحياة خاصة وان شهر الصيام سيمنع من كان منهم يبحث عن التنفيس في الاصطياف خارج الجهة عن هذه العادة الجديدة لدى كثير من الامر بالمنطقة.
«الشروق» رصدت هذا التوجه في اهتمامات الاهالي وحاولت تقصّي أبعاده من خلال استجواب بعض من صادفناهم يخوضون في هذا الموضوع مثل الحاج ابراهيم وهو كهل شارف الستين من العمر حيث صادفناه يستعيد ذكريات صومه رمضان خلال فصل الصيف قبل أكثر من ثلاثين سنة فيتذكر كيف كان يهرع فيها كل الرجال منذ بداية القيلولة الى الواحات يستظلون ب«عشوش» النخيل والعش هو مجموعة من النخل تنمو متلاصقة فتوفر تحتها ظلا يتسع لنوم شخص او أشخاص وهم يترددون خلال القيلولة على مجاري العيون الطبيعية يلقون بأنفسهم في سواقيها للتبرد. أما ليلا فيقول الحاج ابراهيم ان الرجال يتجهون نحو كثبان الرمال التي تتخلل القرى او الواحات وتسمى «العروق» ومفردها «عرق» يستقرّون على قممها او عند أحضانها يتسامرون حتى موعد السحور.
أما الشيخ مبارك وهو أحد المسنين فقد صادفناه يعبّر عن استغرابه من الشباب الذين يستصعبون صوم رمضان صيفا هذه الأيام التي لم يعد فيها معنى لكلمة صيف حسب قوله بعد ان ألغت حقيقة الطقس وسائل الرفاه الجديدة مثل المكيّفات والثلاجات.. الخ. ففي حين كان كل رجال القرية او الحي على أيامه يتكدّسون أمام «الحوانيت» يلعبون الخربڤة او الورق طوال ليالي رمضان الصيفية أصبح اليوم لكل عشرة منازل مقهى حسب قوله مفتوح حتى الصباح.
أما سي صالح فقد تحدث عن أيام وليال قضّاها في الصحراء خارج القرية أيام الحصاد الذي صادف رمضان صيفا وقد وصف لنا موسم الحصاد ينجز ليليا في شهر رمضان يدويا طبعا باعتباره تظاهرات ثقافية فيها الشعر والغناء واختلاط الرجال بالنساء وميلاد قصص عشق ومشاريع زواج..!!
ولكن الى جانب الاجيال التي سبق ان عرفت الصوم صيفا فقد سجلنا آراء وتعليقات شبان وشابات ليس في ذاكرتهم تسجيلات عن هذه التجربة فهم يخوضون في هذا الشأن باعتباره قضية تتعلق باحتياجات الانسان النفسية والثقافية وباعتبار فضاءات الترفيه حقا من حقوقهم وخاصة في فصل الصيف وفي رمضان بالتحديد.
فالسيد عادل وهو شاب لم يبلغ بعد الثلاثين يقول ان أسرته تجد في اللمة العائلية بمنزل جده مع أسر أعمامه نوعا من التظاهرات الليلية العائلية يتسامرون خلالها وتعدّ النسوة بعض الأطباق ولكنه كشاب لا يجد في هذه اللمة ما يشدّه ولا ما يلبي حاجته للترويح عن النفس بعد يوم من عناء الحر والصوم، مما يجعله يضطر لقضاء ساعات في المقهى وهو فضاء بدوره غير مريح ولا مفيد ولكنه حسب قوله «شر ليس منه مفر».
أما نجيب وهو طالب يدرس التنشيط الثقافي فقد أشار الى ان توافق شهر رمضان مع فصل الصيف سيؤدي موضوعيا الى توفر فضاءات ترفيهية ليلية كتلك التي انتشرت ببلدان المشرق والخليج العربيين والتي تسمى ب«خيمات رمضان» فسيتوجه الاستثمار الخاص في اعتقاده نحو هذا المجال وربما كذلك سيتدعم توجه الدولة نحو انشاء وتشجيع فضاءات الترفيه العمومية فالحاجة حسب رأيه تولد الوسيلة وتحفّز على الاختراع.
أما حنان وهي جامعية تبحث عن شغل فقد أشارت الى خطر مواصلة إثارة موضوع فضاءات الترفيه النهارية او الليلة خلال شهر رمضان او خارجه باعتبارها حاجة رجالية خالصة لأن ذلك سيكون حكما على الاستثمار في مجال فضاءات الترفيه بالافلاس فكل محاولة لتحقيق رفاهية للرجل بعيدا عن المرأة أصبحت في اعتقادها قاصرة وتحمل في أرحامها جنين قاتلها. وهو ما يفسّر في اعتقادها افلاس كثير من المؤسسات مثل المقاهي اليوم!!!
ولكن وبالتوازي مع هذا الحوار الاجتماعي المتصاعد بين الكبار والصغار وبين النساء والرجال حول فضاءات الترفيه الليلية خلال شهر رمضان يظل واقع ولاية قبلي يقدم اجاباته الهادئة على هذا السؤال وذلك من خلال ازدحام فضاءات الترفيه العامة القليلة بالمنطقة مثل منتزه «رأس العين» او «حديقة جنعورة» الوافدة من كل أرجاء الولاية نساءً ورجالا كبارا وصغارا غير عابئ بما يسمى برامج مهرجانات المدينة غير النابعة من صميم مشاغل أبناء الجهة واحتياجاتهم.
محمد المغراوي
توزر: بين المقهى والتلفزة والتجوال
توزر «الشروق»:
يحتل شهر رمضان مكانة متميزة في قلوب أهالي الجريد بمختلف شرائحهم الاجتماعية والعمرانية لما يحمله من أبعاد دينية وروحية سامية، يأتي في مقدمتها التفاف أفراد الأسرة في سهرات رمضانية وأجواء منعشة حتى ولو كانت خارج البيوت بسبب تزامن هذا الشهر الكريم مع حرارة الصيف.
الشاب محمد البدوي قال ان السهرة خارج البيت تكون عادة بعد الافطار للبحث عن النسمات الباردة من جهة والسمر مع الأصدقاء في المقهى لتدخين الشيشة ومشاهدة البرامج التلفزية المميزة، فهذه العادة لا يمكن أن أستغني عنها في رمضان رغم أني لا أجتمع مع كامل أفراد العائلة على مائدة واحدة إلا في رمضان غير أني لا أستطيع قضاء كامل السهرة في البيت ويرى أنيس بن عمران تزامن هذا الشهر مع العطلة الصيفية سيوفر له العديد من أوقات الراحة خاصة ان اليوم يمر ببطء وتطول ساعات الصيام.
وأضاف أستغل السهرة في القيام بجولة بالمنطقة السياحية قبل أن أذهب الى المقهى للجلوس مع الأصدقاء ولعب طرح رامي الى ما بعد منتصف الليل.
أما الشاب علي بن الساسي فيقول إنه يقضي ليالي رمضان مع الأصدقاء للاستمتاع بالسهر في المقاهي والفنادق ويغتنم فرصة انتصاب المعرض التجاري آخر الشهر للتسوق اضافة الى حضور كل سهرات أفراح الجريد بليالي رمضان.
أما نرجس ربة المنزل فإنها تقول إن المقهى أصبح بمثابة الضرة لها خاصة أن زوجها يخرج مباشرة بعد الافطار لصلاة التراويح ومن ثم الى المقهى ولا يعود إلا قبل السحور ولذلك فهي تغتنم السهرة لقضاء بعض الشؤون ثم تتفرغ لمشاهدة المسلسلات التي تبرمجها قبل شهر الصيام فهي مدمنة بمشاهدة الاجتماعية منها خاصة بعد أن تختار القنوات التي تبثها.
وفي النصف الثاني من شهر رمضان أخرج لمتابعة فعاليات مهرجان المدينة الرمضاني حيث تقدم هناك العروض الموسيقية التي تنعش الوجدان في هذا الطقس الحار.
وأكد كل من التقينا بهم أن المواطن الجريدي يقسم وقته بين دفء اللمة العائلية ولذة السهرات الرمضانية.
محمد المبروك السلامي
باجة: بين التلفزة والمقهى
باجة «الشروق»:
تزامن شهر رمضان هذا العام مع الشوط الثالث لفصل الصيف ليكون نهاره أطول من ليله... واذا كانت ليالي الصيف وحدها تدفع الى السهر والسمر فكيف يكون الامر عند أهالي مدينة باجة وهذه الليالي تكتسب صفة ليالي رمضان.
«الشروق» التقت عددا من متساكني المدينة... سألناهم بكل بساطة أين وكيف تسهرون في رمضان فكانت اجاباتهم كالآتي:
رضا الحسني (معلم)
بعد تناول وجبة الافطار، أتابع بعض البرامج الفكاهية التي تجود بها بعض الفضائيات وخاصة الوطنية ثم اتحول مباشرة الى المقهى أين يكون اللقاء بكل الاصدقاء من أجل أكثر من مباراة في لعب الورق (Belote) ألعب على امتدادها دور المتفرج... وتكون عودتي الى المنزل قبل منتصف الليل من أجل رحلة مع بعض البرامج التلفزية رفقة الزوجة والابناء هذا في الليالي العادية أما اذا حل بمنزلي ضيوف أو حللنا ضيوفا على قريب فالسهرة تكون بالمنزل ويلغى برنامج المقهى.
فوزي العامري (ممرض)
أقضي الفترة الاولى من السهرة باحدى الفضاءات الترفيهية المفتوحة بالمدينة والتي افتقدناها سابقا والتي نأمل أن تتكاثر وتتنوع وهذا في غياب برامج تنشيطية للمدينة تعنى بالجانب الثقافي (المسرح والسينما)... أما النصف الثاني من السهرة فأقضيه في العمل بمحل التمريض.
عبد المجيد الطبوبي
(صاحب سيارة نقل بضائع)
بعد تناول وجبة الافطار أتابع بعض البرامج التلفزية ثم أتحول الى المسجد لأداء صلاة العشاء وصلاة «التراويح»... وكنت في السابق أنتقل بعدها الى المقهى لملاقاة الاصدقاء للحديث عن آخر المستجدات في الكرة... أما هذه الصائفة فالانتقال يكون من المسجد الى الملعب أين تدور التمارين الليلية لفريق الاولمبي الباجي وهو ما يجعلني استمتع بالفرجة والنسيم العليل بفضاء مفتوح يغنيني عن المقهى وضيق التنفس والضوضاء.
عمار الزواغي (استاذ)
بعد تناول وجبة الافطار، أخلد الى النوم لنصف ساعة أو أكثر بقليل ثم انتقل رفقة زوجتي وأطفالي ووالدتي الى أحد الفضاءات الترفيهية بالمدينة والتي تخصص أماكن للعائلات وهي فضاءات كنا نفتقدها سابقا وحمدا لله أن تواجدها تزامن مع تحول ليالي رمضان من شتوية فخريفية الى صيفية ونأمل في مجهودات أكبر ليكون لنا في باجة فضاءات ترفيهية للأطفال... وبعد العودة من الفضاء الترفيهي يكون موعد العائلة مع بعض البرامج التلفزية في حين أتحول أنا الى المقهى لملاقاة الاصدقاء.
ايهاب النفزي
سليانة: المقهى أفيون الأغلبية
سليانة (الشروق):
السهرات الرمضانية بسليانة متنوعة ومختلفة بتنوع الفئات العمرية وباختلاف شرائح المجتمع لكن رغم الفوارق العمرية والثقافية والاجتماعية إن معظمهم يجمعون على أن المقهى هي القاسم المشترك بينهم يلتجئون اليها مكرهين وذلك في غياب فضاءات أخرى يقضون فيها بقية السهرة.
السيد محمد العربي المناعي إطار بديوان الشمال الغربي بسليانة يعتبر الاستثناء من بين المستجوبين يقول بأنه لا يحبذ السهر بالمقهى لذلك وعلى إثر قيامه بصلاة التراويح يعود مباشرة الى المنزل حيث يقضي بقية السهرة مع أفراد عائلته ثم بعدها يخلد الى النوم حتى يستطيع النهوض باكرا للعمل. ويضيف أيضا بما أنه رئيس لجنة حي فإن النصف الثاني من شهر رمضان يكون مخصصا لشباب الحي حيث تقام مباريات ثقافية وأنشطة ترفيهية. أما الحاج محمد الهادي بن خليفة فيقول بأنه كثيرا ما يرتاد المقهى رفقة بعض أصدقائه وذلك بعد أداء صلاة التراويح من أجل تبادل أطراف الحديث الى غاية منتصف الليل تقريبا ثم بعدها يعود الى البيت حيث يقضي ما تبقى من الوقت مع العائلة. السيد مصطفى بن عمر اليحياوي يضيف عما سبق أنه لا يستطيع قضاء سهرة ليالي رمضان من دون ارتياده (المقهى) حيث يستقبل «الشيشة» بكل بشاشة خاصة عندما يسبح معها في أولى أنفاسها مستمتعا بدخانها لأنه يرى فيها الوسيلة الوحيدة ل«قتل» وقت السهرة الذي يصل في العديد من الليالي الى غاية منتصف الليل. في حين أن السيد قيس بن التيجاني يقول بأنه ما إن ينتهي من أكل ما لذ وطاب من مائدة الافطار حتى يقصد المقهى مباشرة لشرب قهوة «اكسبراس» التي غابت عنه يوما كاملا ثم بعد ذلك ينطلق في البحث عن ثالوث لتشكيل فريق للعب الورق وذلك الى آخر ساعة من الليل خاصة وأنه في إجازة سنوية. البعض من الشباب ممن استجوبناهم وهم فئة قليلة لا يحبذون ارتياد المقاهي في ليالي رمضان بل يقصدون دور الشباب من أجل لعب كرة الطاولة أو بعض الالعاب الاخرى. أما النسوة فيعشن روتينا ليليا في رمضان. فبعد الافطار يقصدن المطبخ مباشرة لغسل الاواني ثم بعدها يركن إلى جهاز التلفاز لاصطياد بعض المسلسلات من بعض القنوات لتكون السبيل الأوحد لقضاء بقية السهرة دون ملل وفي بعض الاحيان يقمن بزيارة الاقارب.
مراد البوبكري
قفصة : الحدائق العمومية متنفس للعائلات والمقاهي والتجوال للشباب
الشروق مكتب قفصة:
يثير حلول شهر رمضان المعظم في فصل الصيف وبعد أن انتهت برامج المهرجانات الصيفية اكثر من سؤال حول كيفية قضاء المواطن سهرات رمضان خاصة في ظل غياب وسائل ترفيه مغرية وفضاءات عائلية توفر المتعة والراحة للكهول والاطفال والشباب. في مدينة قفصة والقصر والمظيلة طرحنا هذا السؤال على عدد من المواطنين من شرائح عمرية مختلفة فكان هذا التحقيق.
ليلى ي. شابة التقيناها صحبة والدتها في احد الفضاءات التجارية الكبرى وسط مدينة قفصة اشارت الى أن الايام الاولى لرمضان كانت لاستعادة التوازن والمكوث في المنزل لمتابعة ما تجود به القنوات التلفزية من برامج. امّا عن الخروج للتنزه فهو مؤجل الى فترة لاحقة خاصة وانها وعائلتها تجد متعة كبيرة في لمّة الجارات والصديقات كل مرّة في منزل احداهن او امام المنزل اذا اشتدت الحرارة.
أما والدتها التي كانت تتأمل بعض أسعار المواد الغذائية فقد تدخلت بعفوية لتقول انها تجد في ساحة المعاهد فسحة للاسترخاء والتمتع ببعض النسيم على العشب وذلك في اشارة واضحة الى «ساحة التحدي» التي توجد أمام معهدي ابن راشد والحسين بوزيان. هذه الساحة التي أصبحت فضاء مفضلا تؤمه عديد العائلات للسهر تأتيه خصيصا من احياء مختلفة مثل حي النور والمولى وحي السرور والعسّالة.
الطالب (محسن ع.) واحد من الشبان الذين تعودوا على السهر مع الاصدقاء في هذه الساحةبعد اقتناء فناجين قهوة من مشربة قريبة. محسن يضيف ان السهر في هذه الساحة المفتوحة ودون مقابل يغري الكثير من اصدقائه مشيرا الى ان انتهاء فعاليات مهرجان قفصة الدولي مع موفى شهر جويلية ترك فراغا وتمنى لو تواصلت سهرات المهرجان ولو لفترة خلال شهر رمضان وينهي محدثنا كلامه بالاشارة الى انه ينتظر خاصة السهرات المفتوحة للعموم لمهرجان المدينة.
محمد علي (موظف) التقيناه صحبة عروسه وهو المتزوج حديثا افادنا انه يتردد باستمرار على حديقة 7 نوفمبر وسط المدينة وهو متعود على ذلك منذ حلول الشهر الكريم وحتى قبله لأنه يجد في هذه الحديقة الراحة ويستمتع فيها وزوجته بالموسيقى مضيفا ان تنشيط هذه الحديقة في سهرات رمضان جعلها تعجّ بالمواطنين اما زوجته (فتحية) فقالت ان الخروج من المنزل كل ليلة رمضانية هو الحل لتجنب الحرارة مضيفة انها وزوجها قد برمجا للتحول الى منتزه عائلي على مشارف مدينة المتلوي (على بعد 35 كلم) على متن سيارتهما مرّةكل اسبوع خلال شهر رمضان، وذلك لتغيير الاجواء.
رضا م. كهل وجدناه في ساحة احدى المقاهي ينتظر اكتمال مجموعة أصدقائه للبدء في لعب الورق (الرامي) على ايقاع النرجيلة قال لنا انه بالنسبة اليه واصدقائه يتمثل السهر في المقهى حتى الساعات الاخيرة من الليل وسيلة ترفيههم الوحيدة سواء كان رمضان في فصل الصيف أو الشتاء مضيفا ان الفن والعروض الموسيقية لا تستهويه في رمضان وهو يكتفي بالاستماع الى مختارات صاحب المقهى من الاغاني الطربية التي يمرّرها عبر آلة التسجيل. أما الشاب عصام ب. (عامل بشركة خاصة) من مدينة القصر فقال انه في غياب اي وسيلة ترفيه بمدينة القصر واقتصار سهرات شباب المنطقة على المقاهي او حذو بعض المفترقات حيث توجد الاضاءة فإنه يضطر صحبة بعض الاصدقاء الى التحول كل ليلة الى مدينة قفصة لارتياد بعض الحدائق العمومية والتجول بالسيارة واقتناء بعض المشروبات والاكلات الحلوة لتناولها في جو جماعي لا يخلو من مرح وطرافة. البعض الاخر اختار السهر كالعادة امام احد المتاجر مع صديق له خاصة وان اجواء الحركةوالصخب لا تستهويه وسط مدينة قفصة وهو شأن منير غ. (عامل يومي) الذي أكّد أنه لا يسهر كثيرا في رمضان اذ ينام باكرا لينهض باكرا بحثا عن كسب رزق يومه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.