ازمة حادة تعيشها الجامعة التونسية... أكثر من 100 الف طالب حرموا من اجراء الامتحانات بسبب اضراب الأساتذة والمدرسين الذين ينتمون الى ما يعرف اتحاد «إجابة» وهو نقابة مستقلة تضم عددا كبيرا من المدرسين الجامعيين الذين تمسكوا بمقاطعة الامتحانات الى حين تستجيب الوزارة الى مطالبهم. سنة بيضاء في عدد كبير من الكليات والأجزاء الجامعية وطلبة مهددون بخسارة سنة اخرى من مسيرتهم التعليمية. وزير التعليم العالي يتحمل كل المسؤولية في هذه الازمة التي عجز عن حلها وترك مصير آلاف الطلبة مجهولا... لم تقدم الوزارة أية مبادرة طيلة أشهر من اجل الوصول الى حل ورفضت الحوار والتفاوض منذ انطلاق الازمة. ليس سرا اليوم ان الجامعة التونسية في مراتب متأخرة... جامعات كثيرة ومنها جامعات بلدان نامية تقدمت علينا. التعليم العالي في تونس لا يحتاج فقط الى اصلاح بل يحتاج الى مراجعة شاملة وعميقة والى خطة إنقاذ حقيقية. كل الأشياء وكل الأمور يجب ان تتغير في التعليم العالي، البرامج ومنهجيات التدريس واليات التوجيه واختصاصات التدريس والدراسة. اليوم الجامعة التونسية صارت مختصة فقط في تخريج العاطلين والعاجزين عن الاندماج في الاقتصاد الجديد. هذه السنة آلاف الطلبة حرموا من الامتحانات ومن فرصة النجاح واكتفت الوزارة طيلة أشهر من الازمة بالفرجة وغلق باب الحوار والتفاوض. آلاف الأساتذة الجامعيين اختاروا الهجرة والتدريس في الجامعات الأجنبية والاخرون يستعدون هم ايضا الى الرحيل والهجرة والوزارة لا تحرك ساكنا ولا تتدخل لوقف هذا النزيف. ماذا تفعل وزارة التعليم العالي والجامعة التونسية تدمر وتنهار تحت أعينها... ماذا ينتظر الوزير للتحرك وانقاذ ما يمكن انقاذه. التعليم العالي في تونس بحاجة لمن ينقذه قبل فوات الأوان.