سارعت الولاياتالمتحدة إلى تحذير سوريا من عملية عسكرية يمهد لها الجيش السوري في محافظة درعا المشمولة باتفاق عدم التصعيد. فيما واصلت طائرات الجيش السوري إلقاء المنشورات عليها تمهيدا لعملية تحريرها. واشنطن (وكالات) وحذّرت الخارجية الأمريكية من إجراءات «حازمة ومناسبة» في حال تم خرق إطلاق النار في «منطقة خفض التوتر» في الجنوب السوري مع قرب استعداد الجيش السوري لإطلاق عملية عسكرية في تلك المنطقة. وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «الولاياتالمتحدة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن العملية القادمة للجيش السوري في جنوب غرب سوريا داخل منطقة التهدئة التي اتفقت عليها الولاياتالمتحدة والأردن وروسيا العام الماضي. واشنطن ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة في حال تم خرق وقف النار فيها نحذر الأسد من أي أعمال يمكن أن توسع نطاق الصراع أو تهدد الهدنة». وكانت وسائل إعلام تناقلت مؤخرا أنباء عن قرب معركة كبرى يحشد لها الجيش السوري في الجنوب بدرعا والقنيطرة ضد الوجود المسلح بعد أن أكمل فرض سيطرته على كامل محيط دمشق والغوطتين. وذكر نشطاء أن القوات الحكومية ألقت أول أمس منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح. كما دعت المنشورات أهالي المحافظة إلى مشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين». ووقعت باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة». ويرى محللون أن السيطرة على محافظة درعا ستؤدي إلى تأمين محافظة دمشق، نظرا الى قرب درعا من دمشق، علما أن أي تطور إقليمي أو ميداني قد يدفع المسلحين المتمركزين هناك إلى مهاجمة الغوطة ودمشق مجددا. وبالمقابل تحدث نشطاء عن تأهب فصائل المعارضة السورية الموجودة في محافظة درعا لخوض معركتين مُحتملتين الأولى مع الجيش السوري، والثانية مع تنظيم "داعش" الإرهابي، في مرحلة زمنية واحدة. ومن جهة أخرى أكد مسؤول روسي رفيع المستوى، أول أمس، أن مسألة توريد منظومات «إس-300» الروسية للدفاع الجوي إلى سوريا لا تزال قيد البحث. وفي كلمته أمام منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أجاب مدير شركة «روستيخ» الحكومية الروسية المعنية بتطوير التقنيات الجديدة، سيرغي تشيميزوف، بالإيجاب عن سؤال عما إذا كانت روسيا تبحث موضوع تزويد سوريا بهذا السلاح. ورفض المسؤول الإجابة عن سؤال حول شروط الصفقة المحتملة، وعما إذا كانت روسيا تنوي تقديم قرض ماليلدمشق لشراء منظومات «إس-300». وتحدثت مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية عن احتمال توريد منظومات «إس-300» لدمشق بعد شن التحالف الغربي ضربة على سوريا في 14 أفريل الماضي. وفي 25 أفريل، أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية عن خطط لتوريد مضادات للجو مستحدثة لسوريا في أقرب وقت وإعداد العسكريين السوريين لاستخدامها. وفي 9 ماي الجاري، لم يستبعد نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، توريد مضادات جوية لدمشق في حال اتخاذ قرار بهذا الشأن، مشيرا إلى أن عدم خضوع سوريا لنظام عقوبات يجعل هذه العملية ممكنة. وفي العام 2011، أفادت وكالة «إنترفاكس» بأن روسيا وردت منظومات «بانتسير-إس1» إلى سوريا وأن موسكو كانت في حينها امتنعت عن تزويد دمشق بمنظومات «إس-300» استجابة لطلب الكيان الصهيوني. وتكمن وظيفة منظومة «إس-300» الصاروخية في حماية وحدات الجيش والمواقع الاستراتيجية والقواعد العسكرية ومراكز القيادة والمنشآت الصناعية من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات من دون طيار والطيران الاستراتيجي والتكتيكي. رأي خبير الخبير العسكري السوري هيثم حسون «تحرير أي بقعة أرض من سيطرة الجماعات الإرهابية هو مكسب كبير للدولة السورية وحلفائها. أما تحرير المنطقة الجنوبية، فيعني إخراج العامل الصهيوني بشكل مباشر من دعم الوجود الإرهابي، خاصة أن الكيان الصهيوني يسعى الى ترسيخ وجوده من خلال احتلال المجموعات الإرهابية لمناطق محاذية تماما للجولان السوري المحتل».