إن تونس لم ولن تنسى مناضليها وشهداءها الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل تخليص البلاد من الاستعمار أمثال الأخوين حفوز إذ تمرّ اليوم الذكرى الرابعة والستين لاغتيالهما الذي وقع في 24 ماي 1954 من شهر رمضان قبيل الإفطار بدقائق بمحل سكناهما بأولاد حفوز (سيدي بوزيد) فقدتمّ اغتيال الطاهر حفوز بالقرب من منزله (ولد سنة 1917 بأولاد حفوز زاول تعليمه بالكتاب ثم بجامع الزيتونة) أما علي حفوز فقد اغتيل أمام معصرة الزيتون (ولد سنة 1911 بأولاد حفوز زاول تعليمه بالكتاب)، إذ كانا من الوطنيين المعروفين في جهتهما بوقوفهما الى جانب الحركة الوطنية وقد انخرطا في المجال السياسي من خلال النشاط داخل الحزب الدستوري القديم والجديد ثم تطور لتأسيس شعبة دستورية للحزب الدستوري الجديد بالمنطقة سنة 1937 تحت إشراف الحبيب بورقيبة مع مجموعة من مناضلي الجهة مثل الحاج العكرمي حفوز وعبد النبي بن الحاج ضو وغيرهم... ا لى جانب ذلك كان للأخوين حفوز نشاط نقابي تمثل في تأسيس فرع للاتحاد الجهوي للفلاحة بالجهة سنة 1951 وتولى رئاسته الطاهر وتقلد علي منصب الكاتب العام. وعرف أيضا بكونهما من أهم الداعمين للمقاومة المسلحة بتسخيرهما جانبا هاما من ثروتهما المادية لتمويل المقاومين بتخصيص مبلغ قدره 70 فرنكا لكل من يلتحق بصفوف المقاومة مع العمل على التكفل بعائلاتهم، مما جعل أنظار السلطة الاستعمارية تلتفت إليهما فقامت بتكليف مجموعة من المخبرين للتجسس عليهما ونقل أخبارهما. وقد أكد هؤلاء من خلال تقاريرهم أن الطاهر وعلي حفوز من أهم ممولي المقاومين باللباس والسلاح مما دفع للتفكير في تصفيتهما جسديا عن طريق منظمة اليد الحمراء لوضع حدّ لعمليات المقاومة بضرب الشخصيات المحلية المؤثرة والداعمة للمقاومة وقد خلفت الحادثة مشاعر من الصدمة والحزن على المستوى المحلي والوطني وفجرت ردود فعل مختلفة ولا يفوتنا أن نقدم تحية ملؤها المحبة والافتخار ونترحم على أرواح الشهداء.