تونس: «الشروق: قضت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس امس بإيقاف بث برنامج الكاميرا الخفية «شالوم» مع الإذن بالتنفيذ على المسودة وكان حزب التيار الشعبي قد تقدم بقضية استعجالية ضد القناة الخاصة "تونسنا " لإيقاف بث برنامج الكاميرا الخفية « شالوم « والإذن بالتنفيذ على المسودة وذلك بإعتبار أن البرنامج المذكور يهدف إلى التعامل الطبيعي مع العدو الصهيوني ويكرس وهم ما يسمى بالسلام واعتبر التيار الشعبي ، أن ما صدر عن بعض الضيوف من شأنه أن يمثل انتهاكا للسيادة الوطنية واختراقا خطيرا للأمن القومي لتونس فضلا عن انتهاك أحكام الدستور ذات الصلة. ويذكر أيضا ان ان الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية تقدمت بدورها بشكاية جزائية ضد القناة المذكورة ومعد البرنامج وليد الزريبي واعتبرت أن ما يبث يندرج في إطار التطبيع والتنويه بالتعامل مع اسرائيل وتعمد تقديمها للمشاهد على أنها دولة قوية واستعمال أساليب ملتوية للإيقاع بالضيوف ويشار الى ان الكاميرا الخفية المدعى عليها أثارت الاستفزاز وتباينت حولها الآراء ووجهت أصابع الاتهام إلى معد البرنامج ومن معه ب " التطبيع الناعم "مع الكيان الصهيوني ومحاولة تلميع صورته وتقديمه للجمهور التونسي على أنه يسعى لفرض السلام واعتبر الحكم الاستعجالي بمثابة الانتصار للشعب التونسي أولا الرافض لكل اشكال التطبيع وانتصار للمحاماة وللقضاء المستقل. وقد عمدت القناة المشتكى بها الى بث كاميرا خفية «شالوم» يتم فيها دعوة وجه سياسي او اعلامي او رياضي معروف لدى المجتمع على اساس اجراء مقابلة تلفزية مع قناة اجنبية ثم يتبين للضحية انه استقطب للعمل مع الكيان الصهيوني في مجالات مختلفة مقابل وعود بالوصول الى السلطة او وعود مالية كبيرة وبعث الامل في انجاح غرض من الاغراض وتهديد الضحية بحمل المشاركين في الحلقة لأسلحة. وقد تخلل بث البرنامج صورا لعلم الكيان الصهيوني الغاصب لأرض عربية والمحتل للشعب الفلسطيني فضلا عن اعتماد عنوان للبرنامج «شالوم» وهي تعني السلام للإيحاء ان الكيان الصهيوني دولة سلام طبق ما يروجه برنامج «شالوم» ويوحي به المشاركون في ادوار الحلقة وهو ما يعتبر من قبيل التطبيع مع الكيان الصهيوني وجاء بالشكاية أيضا ان ما صدر عن بعض الضيوف من تعبير عن رغبة في التعامل مع الكيان سواء تحت طائلة الاغراء او التهديد سوف يفتح المجال فعليا على هذا المستوى مما يشكل خطرا كبيرا على امن البلاد واستقرارها . واعتبر التيار الشعبي ان برنامج « شالوم» يدخل في اطار التنويه بالمنظمة الصهيونية وجرائمها اذ يحاول المشاركون في اداء الادوار التركيز على ان اسرائيل تدافع عن نفسها وانها تقاوم الارهاب في ايحاء الى ان نضال الشعب الفلسطيني ضد عدوه الغاصب من قبيل الارهاب وهو ما يتعارض مع احكام الدستور التونسي الذي تضمنت توطئته التزام تونس بنصرة المظلومين في كل مكان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحركات التحرر العادلة وفي مقدمتها حركة التحرير الفلسطينية ومناهضة كل اشكال الاحتلال والعنصرية. واضاف ان الترويج الى الدعوة للتخابر مع العدو بإعداد الجانب اللوجستي للإيحاء بوجود سفارة اسرائيلية خفية بتونس سيتم الاعلان عنها يمس من ادبيات الشعب التونسي ومشاعره القومية العربية وعقيدته المسلمة وتاريخ تونس المتبني للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو المحتل. كما اعتبر التيار الشعبي ان بث سلسلة «شالوم» احدث ردة فعل في اوساط مكونات المجتمع المدني وعموم الشعب المستنكر لبث مثل هذه السموم في فكر جيل بأسره وشدد حزب التيار الشعبي على أن الكيان الصهيوني هو عدو للدولة التونسية منذ مدة طويلة بعد تعمده القيام بسلسلة من الاغتيالات وشن الغارات على الأراضي التونسية واعتبر أن ما قدمه برنامج « شالوم « الغاية منه الإثارة لاغير وتشويه الأشخاص ووضعهم في سياق معين ومحاكمة النوايا.