مكتب سليانة - الشروق يعود تأسيس مدينة مكثر الى العهد النوميدي 200 سنة قبل الميلاد حيث كانت تحمل اسم مكتريم. ازدهرت مكتريم النوميدية على جميع الأصعدة في عهد الملك ماسينيسا واحفاده. امتدت هذه الحضارة حتى أواخر القرن الأخير قبل الميلاد وبالتحديد سنة 46 ق . م تاريخ قدوم الرومان الى مدينة مكتريس تحت راية الامبراطور جوليوس قيصر الذي جعل من مكثر شبه جمهورية صغيرة في الامبراطورية الرومانية، ازدهرت المدينة خلال القرن الاول والثاني والثالث وحتى القرن الرابع قبل الميلادي حتى اصبحت مكتريس البلدية الام في منطقتها وضموا لها بلدية او دشرة (CASTELLANS) التي ترجع بالنظر للبلدية الام، وهي مكثر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبدأت الانجازات العظمى الواحدة تلو الاخرى فحصنت المدينة بسور لحمايتها وابواب بأقواسها التي لم يتبق منها سوى قوس باب المدينة التي يسمى باب العين وهو القوس الحالي والضخم بمدخل المدينة وقوس اخر للامبراطور طراجان بالمدينة الاثرية وهو رمز احتفاء بانتصار الامبراطور على اعداءه بالشرق في وسط القرن الثاني للميلاد (160 170م). كما شيد الاهالي الحمامات الساخنة وجلبوا المياه العذبة على قنوات مرفوعة على أقواس عملاقة تمتد من مكثر الى سوق الجمعة على بعد 11 كلم من مكتريس غربا. كما نجد ايضا معبدا لآلهة الجمال (أبولون) وهي الالهة الحامية للمدينة مع آلهة الجمال (فينوس) للنساء. أما تأسيس المدينة ذاتها فيبدو أنه يرجع الى القرن الاول قبل الميلاد، حين استقر معمرون بونيون او نوميديون متسمون بسمات بونية ونشروا في تلك الجهة ديانة قرطاج وثقافتها وفنونها انتشارا دائما. ظلّ مستمرا حتى بعد قدوم الرومان في أوائل القرن الاول. الا ان التراث الاثري الاساسي يرتبط بالفترة الرومانية وهو يعتبر من أثرى ومن أبدع ما تمتلكه تونس. وبلغت المدينة أوج ازدهارها في القرنين الثاني والثالث، ولكن تقهقهرها بدأ منذ القرن الرابع وتسارع مع الغارات الوندالية والبيزنطية.