شهدت العديد من المناطق ببلادنا، خلال شهر رمضان عددا من جرائم القتل البشعة، راح ضحيتها طفل لم يتجاوز عمره 16 عاما، وامرأتان... جرائم جعلت البعض يتساءل عن أسبابها ودوافعها.. تونس (الشروق) بحلول شهر رمضان المبارك، لم تقتصر المشاحنات والمشاجرات في الشارع التونسي على العنف اللفظي. بل شملت أموراً أخرى لتمتد الى السرقة والسطو المسلح والمخدرات والاغتصاب وتصل إلى القتل والتنكيل بجثث القتلى. ويردّ البعض هذه الجرائم خصوصاً في شهر رمضان الى ما يسمى ب»حشيشة» رمضان والتي تفسر على أنها حالة الغضب وسرعة الانفعال جراء الانقطاع عن المنبهات والتدخين والتي يعتبرها المختصون في علم النفس الاجتماعي انها اقترنت بوضع بيولوجي للإنسان المنقطع عن الأكل والشرب والمواد المؤثّرة كالسجائر والقهوة بفعل الصيام والتي تنتج عنها تحولات في علاقة بردود الفعل العصبية والغددية التي تتسبّب في تشنج الجسد أو هدوئه. جرائم وحشية فقد شهد النصف الأول من شهر رمضان، تصاعدا في وتيرة الأعمال الإجرامية منها السرقة والتخريب والعنف والقتل. إذ أن أول جريمة تم تسجيلها كانت في القصرين حيث عمد عنصر سلفي متشدد الى إزهاق روح جارته بسكين بعد أن سدد لها 8 طعنات ومنع جيرانها من محاولة مساعدتها. ثم حاول التحصن بالفرار للالتحاق بالمجموعات الإرهابية، الا انه سقط في قبضة الامن. اما الجريمة الثانية التي لم تكن أقل بشاعة ووحشية فقد جدت بجهة الهبيرة من ولاية المهدية والتي راحت ضحيتها زوجة تبلغ من العمر 31 عاما على يد زوجها الذي كان بصدد ايصالها الى مقر عملها.. وجد بينهما خلاف فعمد الى طعنها على مستوى البطن والرقبة ثم تولى سكب مادة حارقة على جسدها وأضرم النار فيها. ثم قام بتسليم نفسه الى الوحدات الامنية. أما الجريمة الثالثة، التي شغلت الرأي العام وخاصة حول أسبابها ودوافعها. حيث أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عاما على قتل طفل ثان لم يتجاوز عمره 16 عاما بعد ان تسلح بسكين. وحسب التحريات الاولية فإن الطفل القاتل تأثر بشخصية مسلسل «شورب» وانه قتل الضحية على خلفية سب أمه. هذه الجرائم كان لها وقع كبير على الرأي العام لأنها وقعت في شهر رمضان وهو شهر الروحانيات. وهذه الظاهرة يفسرها المختصون بأن هناك عدة عوامل تتداخل لتنتج شخصا ذا فتيل مستعدا «للانفجار» في اي لحظة وهذه العوامل تتعلق بالادمان والانقطاع عن المنبهات (السجائر والقهوة...) الى جانب التغيرات النفسية والجسدية وحرارة الطقس. ويعتبر المختصون أن الدراسات لا تؤكد ارتفاع جرائم القتل خلال شهر رمضان. لكن ما يحدث هو وقع الجريمة خلال هذا الشهر المبارك لانها جدت في شهر له خصوصية لدى التونسيين. لكن هناك حالات عنف سببها الجوع او الحرمان من المنبهات أو غيرها من مواد الادمان. الجنايات ترتفع ويعتبر في هذا السياق رئيس الجمعية التونسية لعلوم الإجرام أيمن سوايسية أن الجريمة شهدت امتدادا أفقيا وعموديا بمعنى أنها أصبحت تستهدف أكثر شريحة في حين كانت في السابق مقتصرة على الشباب والكهول. وتابع رئيس الجمعية التونسية لعلوم الإجرام أن الأمر يتعلق بالامتداد العمودي للجريمة فإنه يتعلق بنوعية الجرائم إذ أنه في السابق كانت المخالفات والجنح هي الطاغية على معدل الاجرام بنسبة 65 بالمائة في حين أن الجنايات (تتجاوز عقوبتها 5 سنوات سجنا) تتراوح بين 33 و43 بالمائة مؤكدا أن آخر الاحصائيات أثبتت أن الجنح تراجعت في حين أن الجنايات ارتفعت بنسبة 55 بالمائة. وبخصوص الدوافع والأسباب أكد ايمن سوايسية أن بعضها يتعلق بحشيشة رمضان والبعض الآخر ناتج عن التأثر بوسائل الإعلام وما تقدمه من ومضات إشهارية وبرامج ومسلسلات على غرار ما جد في جهة الحلفاوين من أعمال شغب اقتداء بمسلسل «شورب». أرقام ودلالات: 65 ٪ هي نسبة المخالفات والجنح في السابق. 55 ٪ هي نسبة الجنايات من مجموع الجرائم. 3 جرائم قتل بشعة شهدها النصف الأول من شهر رمضان .