البركة تطلق في اللغة على النماء والزيادة، وفي الاصطلاح الشرعي ترد بمعنى زيادة الفضل أو الأجر.ومصدر البركة من الله، وما بارك الله فيه تبارك وما لم يبارك فيه نزعت منه البركة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: البركة من الله. ومن أسباب البركة تقوى الله والبعد عن المعاصي: قال الله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ (الأعراف 96) وقراءة القرآن: فكلام الله تعالى لاشك أنه مبارك؛ وكلامه صفة من صفاته تعالى، ولذلك كان هذا القرآن مباركاً، وفيه شفاء للناس، قال الله تعالى ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ﴾ (الأنعام 92) فالقرآن جعله الله بركة من خلال إتباع تعاليمه وقراءته وتحكيمه والتداوي به، ولذلك قيل: البيت الذي يذكر فيه القرآن تسكنه الملائكة، وتهجره الشياطين ويتسع بأهله ويكثر خيرًا. وبسبب قراءته يحصل الخير العظيم للعبد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرؤوا سورة البقرة، اقرؤوها واحفظوها فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة». (رواه مسلم) والبطلة هم: السحرة، وهذا حديث صحيح. فهي بركة ومضادة للسحر. والبسملة: في الطعام والشراب، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره. وكان صلى الله عليه وسلّم يأكل طعاما في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال صلى الله عليه وسلّم: أما إنّه لو سمى لكفاكم». (رواه الترمذي) وروى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إنّكم لا تدرون في أي طعامكم البركة». (رواه مسلم) وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا قال الزوج عند جماع الزوجة: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإذا رزق بمولود في تلك الليلة بارك الله له فيه. لأن أي عمل لا يبدأ باسم الله فهو أبتر أي مقطوع البركة».