تونس - الشروق تمسحُ المناطقة الأثرية بقرطاج بمختلف مكوناتها قرابة 407 هكتارا من مساحتها الجمليّة. وعلى ربوة «بيرسا» الشّهيرة نستحضر كل لحظة أسطُورة الأميرة عليسة وأشرطتها الرّقيقة الخاصة بجلد الثور التي بنت بداخلها مدينتها الفاضلة بعد الإتّفاق مع حاكم البلاد الأمازيغي «هيرباس». وتُسمّى الهضبة قديما بربوة القديس «لويس» والتي تتواجد بها عدّة أحياء ومعابد ومدافن ومصانع ومساكن وغير ذلك كثير من المعالم والمُسجّلة منذ سنة 1985 ضمن قائمة التّراث العالمي الثّقافي والطبيعي وذلك بهدف حمايتها وإنقاذها لتبقى واجهة ثقافية للبشرية جمعاء. مرقد الكنوز الأثرية في هذه القلعة الحضاريّة يتواجد المتحف الوطني بقرطاج والذي أحدث سنة 1875 ميلادي ويتكوّن من طابقين أرضي وعُلوي تُعرض بها مجمُوعات من التّماثيل والقطع والأدوات والتّحف والأواني ورشوم لعديد الحملات والخرائط وغيرها كثير مثبّتة في الفضاء الداخلي أو معرُوضة في خزائن بلوريّة. وتقدم هذه المعروضات بنصوص شذرات من تاريخها المجيد. وهذه المعروضات الأثرية وُجدت بهذا الموقع الشّهير وتُؤرخ متجمّعة لحقبات حضاريّة كُبرى هي الفينيقيّة – البونيّة – الرومانية – الإفريقية والعربية الإسلامية. ويتوسط المتحف العديد من الأحياء الأثرية والمراكز والأروقة والمسارح والمنتزهات التي تبقى مقصدا متجددا للعائلات التونسية والرّحلات المنظمة والسيّاح الأجانب بهدف الإستمتاع بمشاهدة المخزُون الأثري الوطني إضافة إلى المشاهد الطبيعية الخلابة التي يعانق فيها البحر اليابسة إضافة إلى حدائقها الغناء وقصورها وديارها الفخمة ومناخها المتوسّطي المُعتدل. عبد الجليل بن جدو