يعدّ خط بارليف من أقوى التحصينات الدفاعية على مر التاريخ وقد كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس. أقام الكيان الصهيوني هذا الخط بعد احتلال سيناء عقب حرب 1967 وكانت الغاية الأساسية من تشييد هذا الخط تأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية إليها. وتميّز خط بارليف بساتر ترابي ذي ارتفاع كبير من 20 إلى 22 مترا وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجهة للقناة، كماتميّز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى «دشم» على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كلم وفي كل نقطة حوالي 15 جندي تنحصر مسؤوليتهم على الإبلاغ على أي محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي تحاول العبور كما كانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ كما كان في قاعدته أنابيب تصبّ في قناة السويس في حالة محاولة القوات المصرية العبور والتي قامت القوات المصرية الخاصة بسدها تمهيدا للعبور في واحدة من أعظم العمليات. وقد روّجت إسرائيل طويلا لهذا الخط على أنه مستحيل العبور كما ادعت أنه أقوى من خط ماجينو الذي بناه الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى. تمكن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف وأفقد العدو توازنه في أقل من ست ساعات ووافق ذلك اليوم يوم كيبور أو عيد الغفران لدى اليهود، حيث بدأ الهجوم بالضربة الجوية، مستغلين عنصري المفاجأة والتمويه العسكريين الهائلين اللذين سبقا تلك الفترة. كما تم استغلال عناصر أخرى مثل المد والجزر واتجاه أشعة الشمس من احتراق الساتر الترابي في 81 موقع مختلف وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال. يعتبر سقوط خط بارليف أسوأ نكسة عسكرية أصيبت بها في تاريخها... تم دحر وإسقاط «أسطورة» الخط الرهيب الذي لا يمكن هدمه أو اجتياحه ليبقى حدثا تاريخيا عسكريا استثنائيا.