خُصصت جمعة أمس، لتوحيد جهود الفلسطينيين في كل من قطاع غزة ومدينة حيفا المحتلة، وذلك في فعاليات الجمعة العاشرة من مسيرة العودة الكبرى تحت شعار «من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك». القدسالمحتلة: (الشروق) – وتوافد المواطنون الفلسطينيون نحو مخيمات العودة، المُقامة على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948، بينما نظمت في حيفا مسيرة دعما لغزة في مفرق الشهيد باسل الأعرج في جادة الكرمل. وأطلقت الهيئة الوطنية العُليا لمسيرات العودة وكسر الحصار على الجمعة التاسعة للتظاهرات السلمية، اسم «من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك». ودارت مواجهات بين المئات من الشبان والفتية وقوات الاحتلال في مناطق مراكز مخيمات العودة، على امتداد السياج الفاصل شرق القطاع، خاصة شرق غزة ورفح وخان يونس، إضافة إلى اندلاع مواجهات شرق مخيم البريج وسط القطاع وشرق مخيم جباليا شماله. وأشعل الشبان عشرات الإطارات المطاطية في المناطق الشرقية وأطلقوا طائرات ورقية وبالونات بألوان العلم الفلسطيني. وأفاد المتحدث باسم الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، في تصريح ل«الشروق»: «عدد الشهداء برصاص قوات الاحتلال؛ منذ بدء مسيرات العودة شرق قطاع غزة في الثلاثين من مارس الماضي، إلى 118 شهيدًا و13300 إصابة، منها 330 لازالت خطيرة. وبين أن 110 مواطنين فلسطينيين أصيبوا بجراح مختلفة واختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس، أثناء مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة المتواصلة شرق قطاع غزة. وبيّن القدرة أن من بين المصابين 7 أطفال و 4 سيدات. ومن بين المصابين مصور صحفي، بفعل قنبلة غاز اصطدمت في منطقة الصدر بشكل مباشر، أثناء تغطيته لمسيرات العودة شرق غزة، وعلى إثرها فقد الوعي. وقال إستاد العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر أن أول اختبار لمدى صلابة أو هشاشة وقف إطلاق النار في غزة كان بالأمس الجمعة، لأن مسيرات سيتخللها كالعادة محاولات من الشبان الاقتراب من السلك الزائل؛ حيث ترد عليه قوات الاحتلال بالقصف ليلا». وأوضح محدثنا ل«الشروق» ان الاحتلال يزعم زراعة عبوات أو اختراق الحدود بعد كل جمعة مواجهات على الحدود، متسائلا «هل يكررها الاحتلال هذه المرة؛ ويقصف؛ وحينها ترد عليها المقاومة عملا بمبدإ «القصف بالقصف؛ وقد تتدحرج الأمور». من جانب آخر، أدى نحو 270 ألف مصلِّ صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى المبارك وساحاته، برغم الحظر والتضييق الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على دخول المصلين إلى مدينة القدس المحتلّة. ولجأت سلطات الاحتلال لإعاقة توافد المصلين، فأغلقت محيط البلدة القديمة في القدس المحتلّة أمام حركة المركبات، وعزّزت بشكل كبير انتشار جنودها، كما نصبت مئات المتاريس والحواجز العسكرية على الطرق المؤدية إلى القدس المحتلّة. وقال مقدسيون ل«الشروق» ان قوات الاحتلال اعترضت كافة الحافلات والسيارات وأوقفوها وفتّشوها وأنزلوا الركاب في الحواجز العسكرية المحيطة بضواحي القدس؛ ما تسبب بازدحامات مرورية خانقة وتأخير المصلين عن الوصول للمسجد الأقصى. وانتشر آلاف الجنود والخيالة في أرجاء القدس المحتلّة وشوارعها ومداخل بوابات البلدة القديمة والمسجد الأقصى، في وقت أغلق فيه الاحتلال عددا من الطرق والشوارع بالسواتر الحديدية والأشرطة الحمراء. ومن المتوقع أن تشهد الجمعة الرابعة والأخيرة توافد أعداد كبيرة من المصلين لأداء صلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى المبارك. رأي خبير المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم مدهون: «المسيرات أظهرت أن الفلسطينيين قادرين على إرغام كيان الاحتلال الإسرائيلي على الرضوخ لإرادتهم، وإعادة الأرض المسلوبة منذ عام 1948، واعتراف العالم بنضال الشعب الفلسطيني.. الشباب الفلسطيني ابتكر أساليب جديدة في التظاهر وسينقل المواجهة للضفة الغربية، علاوة على انخراط الفلسطينيين في الخارج، لتصبح نهجا فلسطينيا، يؤكد على الصمود والتحدي لعودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد.»