كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية، اول امس أن المملكة السعودية أبلغت الرئاسة الفرنسية أنها مستعدة لتنفيذ عمل عسكري ضد قطر في حال حصلت الأخيرة على نظام الدفاع الروسي الأحدث والمضاد للطائرات «اس-400». باريس (وكالات) وحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة «لوموند» ، فقد بعثت السعودية مؤخرا برسالة إلى الإليزيه، تقول فيها الرياض إنها على استعداد للقيام ب"عمل عسكري" ضد قطر إذا اكتسبت منظومة الدفاع الجوي الروسي «إس-400». ونقلت الصحيفة الفرنسية تصريحات سفير قطر لدى موسكو فهد بن محمد العطية في جانفي2018، والتي قال فيها إن بلاده تعتزم الحصول على هذا الصاروخ الذي يعتبر أنجح طراز في العالم، مشيرا إلى أن المفاوضات مع روسيا في مرحلة متقدمة، وبعد شهر من ذلك اعترفت الرياض بأنها في سباق للحصول على «إس-400». وفي الرسالة الموجهة لماكرون أعرب الملك سلمان عن «قلقه العميق» إزاء المفاوضات الجارية بين الدوحةوموسكو،مع الاشارة إلى أن العاهل السعودي قلق من العواقب التي قد تترتب عن نصب «إس-400» في الأراضي القطرية محذرا من خطر «التصعيد». وأكدت المملكة استعدادها لاتخاذ جميع التدابير اللازمة للقضاء على هذه المنظومة الدفاعية، بما في ذلك العمل العسكري، واختتم العاهل السعودي رسالته مطالبا مساعدة ماكرون على منع عملية البيع والحفاظ على استقرار المنطقة. وبينت الصحيفة الفرنسية أن الخارجية الفرنسية رفضت التعليق على الموضوع، مضيفة أنه السلطات السعودية لم تحرك ساكنا عند نشر هذه المادة. وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يوم 5 جوان 2017، العلاقات الديبلوماسية مع قطر وأوقفت الحركة البحرية والبرية والجوية معها، مما أدى إلى نشوب أزمة سياسية بين الدول المذكورة بالإضافة إلى حرب إعلامية واسعة. واتهمت هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة والتحول عن محيطها العربي باتجاه إيران، لكن قطر نفت بشدة الاتهامات، مؤكدة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة. كما طرحت الدول المقاطعة على الدوحة 13 مطلبا وحددت تلبيتها كشرط لبدء الحوار حول تطبيع العلاقات، لكن قطر رفضت ذلك وقالت إنها مستعدة لخوض مفاوضات تسوية دون أي شروط مسبقة. وكان وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة قد رأى أنه «لا تلوح بارقة أمل» في حل الأزمة مع قطر، مؤكدا أن «دول المقاطعة الأربع لم ولن تتضرر من الأزمة والمتضرر الوحيد منها هو قطر». وصرح الوزير البحريني في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» أن «هناك آلية يتولاها قادة الخليج في حل الخلافات والأزمات، تنتهي عادة بما فيه مصلحة الشعوب، لكن قطر غيرت قواعد وأصول العلاقة». وأضاف: «توقعنا منذ بداية الأزمة مع قطر أن يتوجه أميرها إلى السعودية، ولكن هذا لم يحدث، بل صدر بيان من الجانب القطري لحقه سيل من الاتهامات على منصات التواصل الاجتماعي من المسؤولين القطريين، وهذا تسبب في إطالة أمد الأزمة».