عيساوية البلوط تجربة فنية كانت بالنسبة إلى المشاركين فيها فذّة وملهمة وفتحت لهم الباب على مصراعيه كي ينتجوا أعمالا هزلية ظلّت محفورة في الأذهان. عيساوية البلوط من الأعمال الكوميدية التي كان التونسي يشاهدها في شهر رمضان . كانت البداية مع مجموعة من المواطنين في الحلفاوين، بادروا بتكوين فرقة للغناء الهزلي أطلقوا عليها اسم «عيساوية البلوط». هذه الفرقة الغنائية، وكما هو متداول، لا علاقة لها بالطريقة العيساوية المتجذّرة في تونس ولكنهم أخذوا عن نوباتها (من النوبة) بعض الطبوع والألحان، ولا علاقة لها بشجرة البلوط الضخمة، وإنّما بكلمة «البلّوط» في لهجتنا العاميّة والتي تعني «الكذب». الشيخ، هو الشخصية المحوريّة لعيساوية البلوط، فجميع الأغنيات الهزلية تدور حوله وكأن بأعضاء هذه الفرقة أرادوا أن يزيحوا هالة القداسة عن هذه الشخصية الحاضرة بقوة في المخيال الشعبي التونسي ويحوّلوها إلى موضوع هزليّ. ومن الأغنيات الأكثر شهرة لعيساوية البلوط تلك التي تقول كلماتها: الشيخ ما يكالش***مريض ما يقدرش الشيخ شاهي فطور***قصعة وعليها ثور دلاع باني سور***ومدافعو بطيخ يا شيخ يا مرنيخ***خلي لولاد تشيخ يرتدي أعضاء عيساوية البلوط لباسا أقرب إلى لباس المهرّجين في السرك، طرابيش ذات ألوان وأحجام مختلفة، جُبب بأكمام واسعة، وأحذية طويلة، كما يرتدي بعضهم لحيّا من الصوف في إشارة رمزية تهكّمية إلى لحيّ الشيوخ المتزمتين. ويعتمدون أساسا على الآلات الموسيقية الإيقاعية مثل «البندير» و»الدربوكة» و»الدف» كما لهم، مثلما ورد في بعض المقالات الصحافية التي اطلعنا عليها، آذانهم الخاصّ ويقولون فيه: أذّن آذان ضرب مدفع***على كل ألوان السفرة تنصبت أوّل ما بديت حكة حليت***منها نفيت وشبعة شربة وتعتبر عيساوية البلوط بمثابة المدرسة التي تخرّج منها كبار الكوميديين في تونس مثل نور الدين القصباوي مُقتبس مسرحية «الماريشال عمّار»، كما تخرّج منها روّاد الغناء الهزلي أمثال محمد الحدّاد والهادي السملالي ويستعمل أعضاء عيساوية البلوط في عروضهم على الآلات الموسيقية الايقاعية خاصة «الدف» أو «البندير»