مسجد حمودة باشا في تونس العاصمة. هو مسجد بناه حمودة باشا المرادي باي تونس عام 1655 يقع هذا المسجد وسط مدينة تونس عاصمة الجمهورية التونسية بالقرب من جامع الزيتونة. وارتبط بناء ذك الجامع بمحاولة الأتراك حكام البلاد الجدد آنذاك والذين سيطروا عليها عام 1574 بمحاولة تغيير المذهب المالكي السائد في تونس وفرض المذهب الحنفي. كما يضم البناء مسجدا ومئذنة على الطراز التركي وغرفة للجنائز. هندسته من أهم ما يمكن ملاحظته بالجامع هو تأثر مهندسه بنمط يوسف داي، أي النمط التركي. يشتهر الجامع بصومعته المثمنة المتواجدة في الركن الشمالي الغربي للجامع. اختلف المؤرخون في مصدر هذا النمط من الصومعات، فأغلبهم يرون أنها من تأثير عثماني بينما يرى البعض الآخر أنها من تأثير أندلسي ويستدل الأستاذ «ايبالزا» على ذلك بتواجد صومعة بالمرية تشابه نوعا ما هذا النمط من الصومعات التونسية. لكن الشيء المؤكد أن المآذن المثمنة الشكل قد وجدت بتركيا وكذلك بمصر وبلاد الشام. بناء على ذلك، فإنه من الممكن جدا أن مآذن تونس المؤسسة خلال الفترة العثمانية تأثرت بصفة مباشرة بالمآذن المثمنة الشكل الموجودة خلال القرن 8ه/14م ببعض المدن السورية وخاصة منها حلب. يتم الدخول إلى الجامع عن طريق أربعة أبواب، اثنان يفتحان على نهج سيدي بن عروس وثالث يفتح على نهج القصبة، أما الرابع فهويفتح على نهج سوق البلاغجية . تفتح هذه الأبواب على صحون ثلاثة يحوي الصحن الشرقي منها محرابا يستعمل خلال فصل الصيف. أما الأروقة التي تطل مباشرة على بيت الصلاة فهي تحيط به من ثلاث جهات،وهي توجد في الأقسام الشرقية والغربية والشمالية لبيت الصلاة، وهي تذكرنا بجامع بيالي باشا الذي أسس بأسطنبول سنة 992ه/1585م. . وبالرغم من احتواء هذا الجامع على بعض العناصر الجديدة المستوحاة من الجوامع التركية مثل الصحون الثلاثة والمئذنة والمحراب المكسوبلوحات المرمر وكذلك بروز العناصر النباتية في ترويق قاعدة أطر الأبواب، فإن الطابع العام يدل علي بقاء التأثيرات المحلية قائمة الذات، فإن نمط أطر الأبواب والنوافذ التي تفتح على بيت الصلاة يشابه ذلك الموجود بأغلب معالم مدينة تونس، خاصة منها الفقرات الرخامية المشعة المتناوبة البيضاء والسوداء، وطبيعة البناء نفسه والسقوف المتمثلة في أقبية متقاطعة، كل ذلك دليل على أن التأثير التركي تمثل في بعض الأجزاء فقط بينما بقي التأثير المحلي حيا النمط العام للجامع وفي شكله وكذلك في زخارفه وخاصة في التربة ذات التأثيرات الأندلسية، خاصة قبتها الهرمية الشكل والمكسوة بالقرميد الأخضر .