«مُباراة مَرجعية». هكذا يصف الكثيرون المقابلة الودية التي خاضها المنتخب في إختتام تحضيراته للكأس العالمية التي سيفتتحها «النّسور» ب»صِدام» من العيار الثقيل أمام إنقلترا بقيادة «غاريث ساوثغيت» الذي كان شاهدا كلاعب على المواجهة التونسية - الإنقليزية في مُونديال فرنسا 1998. وقد ساد الإعتقاد بأنّ لقاء الإسبان شكّل فرصة مثالية للتعرّف على الخُطوط العريضة للمخطّطات الفنية والخيارات البشرية التي سيعتمدها معلول لمُقارعة الإنقليز وهم أبطال العالم في 1966 و»صُنّاع» الجلد المنفوخ في شكله الحديث. لغة المنطق يَعتقد البعض أن ظهور المثلوثي في مباراة إسبانيا سيخلط الأوراق على مستوى حراسة المرمى التي كانت من نصيب حسّان في ثلاثة إختبارات ودية متتالية ضدّ كُوستاريكا والبرتغال وتركيا. ولا جدال في أن رجوع «البلبولي» إلى شباك «النسور» من شأنه أن يؤكد إتّساع الخيارات ويُضاعف التشويق بخصوص هوية الحارس الذي سيقع ترسيمه في المُونديال. أمّا السيناريو الأقرب للواقع والمنطق فهو المراهنة على حسّان بعد نال الاستحسان وبرهن أنه حارس «مُتكامل» والغالب للظن أن معلول بادر بتشريك المثلوثي أمام إسبانيا من باب التكريم ل «الكابتن» الذي لعب دورا كبيرا في الترشّح وقد حافظ المدرب بهذا الإجراء أيضا على الرصيد المعنوي الذي إكتسبه حسّان في الوديات السابقة (خاصّة أن صمود تونس أمام الإسبان لم يكن مضمونا). الرؤية واضحة تبدو الرؤية واضحة على مستوى تركيبة الدّفاع. فالآمال مُعلّقة على «صنعة» مرياح وخبرة بن يوسف على أن يُرافقهما من الجهة اليُمنى «برون» الذي قدّم أداءً جيّدا أمام الإسبان عكس ما كان عليه الأمر في الوديات السّابقة. وعلى الأرجح أن يَطغى الجانب الدفاعي على مَهام محترف «لاغنتواز» البلجيكي مقابل «تحرير» زميله في الخانة اليسرى علي معلول ليعاضد الهجوم. هذا ويملك الإطار الفني ورقتين أخريين في الجهتين اليمنى واليسرى وهما النقاز والحدادي. والثابت حسب بعض المُتابعين أن مدربنا الوطني سيختار ظهيرين أحدهما «مُقيّد» بأدوار دفاعية والآخر يساهم في العمليات الهجومية. بالإجماع هُناك شبه إجماع على أن السخيري فرض نفسه بقوّة في خط الوسط وقد يكون من أوّل المُرسّمين في لقاء الإنقليز مثله مثل ساسي الذي حَقّق التناغم المطلوب مع مُحترفنا في «مونبليي» بفضل ظهورهما المُنتظم في الوديات. وهُناك توافق أيضا حول الإستعدادات الطيّبة للبدري والسليتي وبن يوسف في المنطقة الأمامية ما يجعل حظوظهم وافرة لحجز أماكنهم في تشكيلة معلول المُقتنع مثل الجميع باللّمسة الفنية للاعبي الترجي و»ديجون» والباحث عن إستغلال القوّة البدنية لفخرالدين في الهجوم والتغطية الدفاعية. ويَبقى الإستفهام الأكبر حول الخَاوي الذي لا نعرف إن كان «الكوتش» سيتمسّك به إقتناعا بمؤهلاته الفنية وقُدرته على تفجير طاقاته في المُقابلات القادمة أم أنّه سيسحب منه الثقة. الجَاهزية هي الحكم طبيا، سيكون الخزري جاهزا لمواجهة 18 جوان ضدّ إنقلترا لكن لا نَعلم حجم استعداداته البدنية والفنية خاصة أنه غاب عن تشكيلة المنتخب في الوديات الثلاث الأخيرة. ولاشك في أنّ الجاهزية ستؤثّر في التوجّهات العامّة للمدرب الذي يدرك حتما أن عدة أسماء لم تسترجع بعد «الفورمة» مثل بن عمر ومعلول والشعلالي... وغيرهم. سيناريو قائم ولكن هل يُغيّر معلول «التكتيك» ويلعب مثل خَصمه الإنقليزي بثلاثة مدافعين في محور الدفاع في سبيل تأمين المنطقة الخلفية مع تكليف «الظهيرين - الجَناحين» بالزّحف نحو الهجوم؟ هذا السيناريو مُمكن حسب البعض وبَعيد حسب البعض الآخر خاصة أنّ نتائج هذا الأسلوب التكتيكي لم تكن في المستوى المأمول سواء في فترة «كاسبرجاك» أوعندما لجأ إليه معلول في فترات معلومة من مُواجهة الكونغو الديمقراطية في «كينشاسا» ولقاء إسبانيا (قام في الدقائق الأخيرة من المباراة بتعزيز مرياح وبن يوسف ببن علوان في المحور).