«الشروق» مكتب الساحل: عاش جمهور السمر الرمضاني بسوسة مساء الأحد الماضي على إيقاع اختتام مهرجان «ليالي رمضان مدينة سوسة» بالمعلم الأثري «قصر الرباط» بالمدينة الذي احتضن حفل الفنانة ألفة بن رمضان. وعلى عكس العروض الموسيقية السابقة والتي التزم أصحابها بالأجواء الرمضانية من خلال برنامج غنائي طربي فإن ألفة فضّلت في حفلها الاعتماد على الأغاني الإيقاعية الراقصة وقلبت أجواء المسرح حد الصخب رغم أن نوعية الجمهور الحاضر من أصحاب الذوق الطربي الشرقي والمقامات والكلمات التونسية الأصيلة حسب ما عكسته السهرات السابقة والتي أحكمت تنظيمه المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة. ولئن غاب في هذه السهرات الفن الرابع فإنها تراوحت بين الشعر والأغاني الطربية بدءا بالمطرب حيدر أمير والذي اختار من الطربيات ما هو بعيد عن الاستهلاك اليومي مع اختيارات من إنتاجه الخاص في سهرة خلفت انطباعات طيبة، مرورا بتجربة جمعية السنباطي للموسيقى العربية أبدع مغنوها في قصائد لرياض السنباطي ولسماعي محير ولروائع محمد قنديل ومحمد عبد الوهاب ومحمد الجموسي فاستحقت صفة الاحتراف الفني شكلا ومضمونا، وسهرة المطربيْن محرزية الطويل ومحمد بن صالح لم تخرج عن هذه القاعدة الطربية الإبداعية فكانت محرزية وفية لمكانتها الفنية المتميزة وأكّد محمد بن صالح أنه فنان من طينة الكبار، فيما كانت للفنان نور الدين بن عائشة إطلالة في سهرة خاصة به لم ينحرف فيها عن قناعاته ومبادئه الفنية. وعاش جمهور المالوف التونسي في السهرة قبل الختامية مع فرقة المعهد الرشيدي بسوسة والتي رغم غياب قائدها وقيدوم هذه النوعية الموسيقية الأستاذ فتحي بوسنينة لخلافات فنية فإن الفرقة اجتهدت في المحافظة على صورتها ومكانتها كمكسب للجهة وخرجت عن المألوف بإعطاء الفرصة لبعض الأصوات للغناء بصفة فردية مثل إيناس الشاهد ومنال عمارة وسيرين الغالي وسلمى جدة وبراء المحمدي وسارة بوعلي اللاتي عكسن قدرات صوتية طيبة كما كانت بقية العناصر أوفياء لإبداعهم الفني من خلال أدائهم باقتدار نوبة في رصد الذيل ووصلة في مقام الحسين وأخرى جزائرية وساهموا في إنجاح «ليالي رمضان مدينة سوسة» إلى جانب الجمهور الحاضر والذي يعتبر نواة تأسيسية للذوق الرفيع رغم التفاوت في عدد الحاضرين في مختلف السهرات.