عرفت المشاركة العربية في المونديال الروسي بداية متعثرة حيث ذاقت الجماهير العربية بمختلف جنسياتها من المحيط إلى الخليج، المرارة اثر الخسارة السعودية ومصر والمغرب في افتتاح مبارياتها ليبقى الامل معلقا على المنتخب التونسي اليوم من اجل رد الاعتبار للكرة العربية رغم ان الهمة ليست سهلة امام احد اقطاب الكرة العالمية المنتخب الانقليزي. السعودية وكابوس مونديال2002 ليس غريبا على المنتخب السعودي ان يسقط بتلك الخماسية امام البلد المضيف في افتتاح مونديال روسيا، فقد سبق للأخضر السعودي ان عرف هزيمة قاسية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان بهزيمته بثمانية اهداف كاملة امام المنتخب الالماني، ويبدو ان هذا الكابوس رافق السعوديين في العاصمة موسكو، ولعل ردود الفعل بعد تسونامي خماسية الدب الروسي في شباك الأخضر السعودي تترجم حالة الاحباط الذي ساد الشارع السعودي بمختلف اطيافه اذ قال رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، الذي بدا وكأنه استفاق على الكابوس، في مقطع فيديو شهير «سودوا وجهي» في إشارة إلى الأداء الأقل من المتواضع الذي ظهر عليه لاعبو المدرب خوان أنطونيو بيتزي. ويبدو ان المنتخب السعودي مهد لفشله بنفسه عندما ارسل دفعة من اللاعبين منهم أفضل لاعب فهد المولد، صاحب هدف العودة لنهائيات كأس العالم بعد غياب 12 عاما، لخوض إعارة في الليغا الإسبانية مع ليفانتي بموجب اتفاقية الاتحاد السعودي مع رابطة الليغا، وشملت القائمة أيضا يحيى الشهري وسالم الدوسري، والثلاثة من الأعمدة الأساسية للمنتخب، فكانت أول ضربة بالمطرقة على رأس السعوديين، وسبقها تخبط غير مفهوم بعدم الموافقة على الإبقاء على المدرب الذي قاد المنتخب للوصول للمونديال بيرت فان مارفيك، وجلب إدغاردو باوزا بعد تجربته القصيرة مع الإمارات وما تبعه من إقالته لسوء الأداء والنتائج في مباريات ودية وتعيين بيتزي خلفا له. سقوط ساذج لمصر وهزيمة قاهرة للمغرب بعد الفشل العربي الاول علقت الجماهير العربية الامال على الممثل الثاني المنتخب المصري امام الاورغواي لكنه لم يفلح في اعادة الامل، بعد ان «انتحر» بسذاجة في اللحظات الاخيرة من المباراة وهو امر منطقي بالنظر الى فلسفة مدربه الارجنتيني كوبر الذي واصل ايمانه بالتفاصيل البسيطة، واهمها ابقاء المباراة مُعلقة لأطول فترة ممكنة، على أمل خطف الانتصار بعبقرية لاعب أو بحل فردي قبل ان يخسر المباراة في الدقائق الاخيرة، تماما مثلما حدث أمام الكاميرون في نهائي كأس الامم الافريقية 2017 وأمام البرتغال في المباراة الودية التي جمعتهما في مارس الماضي، ويبدو ان هذا المدرب لم يستوعب الدرس في ظل سذاجة مدافعيه وغياب التركيز. وعلى غرار منتخب الفراعنة سقط المنتخب المغربي مقهورا امام ايران بعد ان ذبح نفسه بنفسه بهدف من النيران الصديقة في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع. وكأن الزمن عاد 20 عاما وبالتحديد في فرنسا 1998، عندما ساعد يوسف شيبو بالتعاون مع الحارس إدريس بن زكري في السقوط امام النرويج بأخطاء فردية قاتلة. عموما يبدو ان المنتخبات العربية لم تستوعب الدرس من اخطائها السابقة وكررت نفس الهفوات لتدفع الفاتورة باهظة على الاقل في اولى المباريات مما يعني ان التدارك يتطلب روحا قتالية كالتي ظهر بها المنتخب الجزائري في مونديال 2014. تونس تحمل الامال العربية في ظل السقوط المتتالي للمنتخبات العربية في بداية مشوارها في المونديال الروسي يبقى الامل قائما في تخطي المنتخب التونسي عقبة المنتخب الانقليزي عشية اليوم من حفظ ماء الوجه ورغم ان المهمة ليست سهلة فان الامل يبقى قائما بالنظر الى الروح الانتصارية التي ظهر بها المنتخب في المباريات الودية الاخيرة لكنه مطالب بالحذر لتفادي سذاجة المنتخب المصري امام الاوروغواي واخطاء المنتخب المغربي امام ايران.