عندما استضافت كوريا الجنوبية فعاليات كأس العالم عام 2002 بالاشتراك مع اليابان أعلنت فورا عن رفعها شعار «التحدي» وهو ما جعل أبناء المحنك الهولندي هيدينغ يجتازون الدور الاول... نقول هذا لأن منتخب جنوب افريقيا صاحب الارض والجمهور في مونديال 2010 لم ينسج على منوال الكوريين الجنوبيين وخيب «الأولاد» تطلعات الجماهير الافريقية بأسرها وقد يغادر أبناء كارلوس ألبرتو المونديال من الباب الصغير خاصة إذا »تآمر» المنتخبان المكسيكي والاوروغواي عندما يكتفيان بالتعادل وهو ما يعني اقصاء منتخب «الأولاد» ومعهم منتخب الديكة... أما بقية المنتخبات الافريقية المشاركة فقد قدّمت مردودا باهتا ومتواضعا فانسحب زملاء «إيتو» بصفة مبكرة وصدقت توقعات الأسطورة «روجي ميلا» الذي انتقد «إيتو» بشدة وأما «الفيلة» فقد تركوا مصيرهم لجحيم الحسابات والفرضيات القاتلة شأنهم في ذلك شأن نسور نيجيريا... في الوقت الذي شكلت فيه «النجوم السوداء» بغانا الاستثناء في هذا المونديال في انتظار أن يقوم زملاء «جيان» بخطوة عملاقة أمام الألمان والأمر نفسه بالنسبة لمنتخب «الخضر» (الجزائر) الذي قارع الانقليز في انتظار الاطاحة بالأمريكان لتحقيق انجاز تاريخي جديد للعرب. «الشروق» نزلت الى الشارع ورصدت الآراء بشأن المشاركة الافريقية في المونديال فكانت كالتالي: طلحت نني: نجوم افريقيا خذلت منتخباتها... «أعتقد أن المشاركة الافريقية في المونديال جاءت محتشمة جدا ودون تطلعات الافارقة ويكمن الاشكال الاساسي للمنتخبات الافريقية المشاركة في تعويلها المطلق على فرديات بعض النجوم مثل دروغبا وايتو... ولكن تبيّن ان هؤلاء النجوم خذلوا منتخباتهم باستثناء المنتخب الجزائري الذي قدم مردودا غزيرا أمام المنتخب الانقليزي فشرف الكرة العربية هذا بالاضافة الى الآداء المقنع للمنتخب الغاني الذي مازال بامكانه العبور الى الدور الثاني...». علي عطوي: سذاجة مكرّرة ولعب فردي لا طائل منه... «كالعادة شاهدنا الأخطاء الساذجة تتكرر في كل المقابلات وتواصل الاعتماد على اللعب الفردي في صفوف كل المنتخبات الافريقية المشاركة في المونديال وغاب الانضباط التكتيكي فوق الميدان وذلك باستثناء المنتخب الجزائري الشقيق الذي واجه بكل ندية المنتخب الانقليزي». نورالدين التانازفتي: «نجوم غانا» و«أبناء سعدان» شكلوا الاستثناء... «أعتقد أن المشاركة الافريقية في المونديال بدت متواضعة الى أبعد الحدود حيث افتقد المنتخب الايفواري الى عنصر النجاعة وتواصلت موجة الاخطاء الفادحة في كل المقابلات التي خاضها الافارقة وشكل المنتخب الغاني الاستثناء بحكم امتلاكه لفريق شاب ومحترم من الناحية الفنية في انتظار التأكيد خلال مقابلته الثالثة أمام الألمان وكذلك المنتخب الجزائري الذي قدّم مردودا متميزا أمام انقلترا». الصادق عقاش: الجزائر وغانا فحسب... «لقد خيب منتخب جنوب افريقيا الامال خاصة وأنه مستضيف المونديال واكتفى المنتخب الايفواري بخلق الفرص دون تجسيمها ووقع الكامرون ضحية بعض مشاكله الداخلية فلم يقدر إيتو على مواجهتها بمفرده وكان مردود النيجيريين منتظرا... في الوقت الذي شكل فيه منتخب غانا أفضل ممثل للافارقة بعد الاداء الرائع أمام الصرب وكذلك عندما واجهوا استراليا وقدّم المنتخب الجزائري أحد افضل مبارياته امام الانقليز في انتظار التأكيد امام الامريكان». رشاد بن سالم: مردود لا يشرف الكرة الافريقية... «للأسف الشديد فبالرغم من التحضيرات الكبيرة التي أجرتها المنتخبات الافريقية قبل المونديال فانها قدّمت مردودا باهتا لا يشرف الكرة الافريقية واتضح أن نجوم افريقيا لا يبحثون سوى عن البروز وتحقيق مصالحهم الشخصية الضيّقة وفي مقدمتهم ايتو ودروغبا». مالك «عيّاري»: الأفارقة خيبوا الآمال... «في الوقت الذي كان فيه الافارقة يعلقون أمالا كبيرة على المنتخبات الافريقية المشاركة قدم المنتخب الجنوب افريقي صاحب الارض والجمهور مردودا متواضعا ونسج على منواله كل الفرق الاخرى التي اتسم اسلوبها باللعب الفردي وغياب النضج التكتيكي وذلك باستثناء المنتخب الغاني بالاضافة الى المنتخب الجزائري الشقيق الذي قدّم مقابلة بطولية أمام المنتخب الانقليزي».