بدأت الدوائر الامريكية من صانعي القرار السياسي الى «لوبيات» الضغط والمال، في تهيئة الظروف المواتية للانقضاض على فلسطين القضيّة، باعتماد صفقة القرن كمدخل لهذه الجريمة الجديدة... الولاياتالمتحدةالامريكية مارست ما يُسمّى ب«الصدمة والترويع» من خلال أمرين اثنين مرتبطين ببعضهما البعض: نقل السفارة الامريكية من «تل أبيب» الى القدس المحتلّة، وتكليف الدّول العربية الغنيّة بالمال، دفع تكاليف السياسة المالية الامريكية... هذان الأمران مهّدا لواشنطن نيلها مطالب جديدة لها لدى العرب أنفسهم: تمويل صفقة القرن (وهي في الحقيقة جريمة القرن) بإزاحة شعب فلسطين من على خارطته الجغرافية الوطنية باتّجاه جغرافيا أخرى قد تكون بين سيناء والأردن... الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سوف يعيد التعويل على صهره الصهيوني وبقيّة اللوبيات التي ما فتئت تخدم الصهيونية العالمية من داخل الولاياتالمتحدةالامريكية، هكذا تقع تصفية القضيّة الفلسطينية، وسط نفاق عربي ودولي، بطريقة فيها استفراد بالشعب الفلسطيني وقيادته، مع دفع للنظام الرسمي العربي، حتى يكون الخنجَرَ الذي يُغرزُ في الجسد الفلسطينيين... السياسة الامبريالية والاستعمارية الرأسمالية، عملت في المنطقة العربية على تأمين مسارات مختلفة ومتقاطعة، بحيث تجعل المتابع لها يقتنع ويشعر بأن هناك اختلافات بين أعضاء النادي الاستعماري الامبريالي، في ما يخصّ هذه القضية أو تلك، حتى إذا ما انقسم النظام الرسمي العربي على نفسه واتجه كل إلى من يراه في الفريق الامبريالي الاستعماري، يراه الأقرب إليه، عندها تظهرُ الحقيقة فتنكشف خيوط المؤامرة لتنطلي الحيلة فقط على العرب، لأن العرب وحدهم أعداء بعض (الرسميون طبعا) وقلوبهم شتى ويهرولون نحو خدمة مصالح غيرهم، وهم لا يتعضون بالتاريخ وكأنّهم أمّة مُسقطة في القرن العشرين... صفقة القرن سوف تُطرحُ على النظام الرسمي العربي، وسوف يجد كلّ نظام عربي نفسه مجبرا بحكم الوضعيات الاقتصادية والمالية والسياسية التي حُشر فيها، يجد نفسه مجبرا على الإمضاء على صفقة القرن، حيث لن يعارضه في ذلك منظمات المجتمع المدني والحقوقيون والإنسانيون العرب، الذين تربوا على فتاتِ الهياكل والمنظمات الدولية التي يأتي مالها من ربع الشركات متعددة الجنسيات... لكن ما لا تضمنه اللوبيات والمنظمات والجمعيات والأنظمة، هو شعب الجبّارين، الذي سيجعل المؤامرات، والصفقات تتكسّر على صخرة... فلسطين... كما عهدها دوما..