بعد الفوز المعنوي و»الصّغير» على الفريق «البَنمي» المَغمور غادرت البعثة التونسية الأراضي الروسية تحت جناح الظلام لتصل في حدود السّابعة صباحا إلى أرض الوطن ولا نعرف إن كانت برمجة السّفرة فجرا فرضتها الأمور التنظيمية أم أنها كانت عن قصد والهدف منها تفادي «الإحتكاك» بالجمهور الثائر منذ خُماسية بلجيكا. هذا ورفض أيمن المثلوثي مُغالطة الناس كما فعل مدربه معلول وإختار «الكابتن» الخروج من المونديال بطريقة مُشرّفة بعد أن قام بالمطلوب في لقاء «بَنما» وصارح الشعب بالحصيلة التونسية الهزيلة في هذه المُغامرة العالمية وقد نال أيمن إستحسان المتابعين بعد أن أكد بأن الفوز على «بَنما» الضّعيفة ليس بالإنجاز. معنويات في الحضيض علي معلول «ضحية» أم «مُذنب»؟ الواقع يقول إن «المحنة» التي يواجهها علي معلول بفعل الهجمة الشّرسة التي تعرض لها نتيجة أدائه المهزوز في المونديال هي سيناريو مكرّر لما عاشه أيمن عبد النور في «الكان». والواقع نفسه يؤكد أيضا أن معلول اللاّعب هو «ضحية» معلول المدرّب بحكم أن «الكوتش» راهن عليه دون أن يكون جاهزا ل»يورّطه» من حيث يعلم مع الجماهير التونسية بدل أن يؤجل ظهوره ويمنح الفرصة للحدادي الذي قدّم مردودا غزيرا أمام «بَنما» وأثبت للمرة الألف بأن مدربنا العَقبري أذنب في حق الكثيرين وهذا ما لن يَغفره له التاريخ وهو لا يَرحم. مصلحة المنتخب من باب غَيرتهم على الراية الوطنية وشعورهم بالخطر على مستقبل الكرة التونسية هاجم نجوم 1978 وفيهم طارق ذياب ونجيب غميض وعلي الكعبي وخالد القاسمي المدرب نبيل معلول ورئيس الجامعة وديع الجريء. وإعتبر «أبناء» عبد المجيد الشتالي أن هذا الثنائي هما سبب البلية وأنه لا مفرّ من إبعادهما من الساحة الكروية والطريف أن معلول إعترف بعد فشله في المونديال بأن إنجاز 78 لن يتكرّر حتى وإن تمكّن الجيل الحالي من تحقيق فوز إنتظرته تونس 40 سنة. (فريق 78 جمع أربع نقاط في مشاركته العالمية في الأرجنتين وهو ما أخفقت الأجيال المُتعاقبة في تحقيقه).