الواضح أنّ الأخطاء الفادحة لجامعة الكرة والنتيجة الصّادمة للمنتخب في المُونديال سَيشعلان الأجواء. ومن المُرجّح أن تَعيش الساحة الرياضية صَائفة ساخنة خاصّة أن مَوجة الغَضب الشعبي بعد ضَياع حلم الدّور الثاني تزامنت مع تحرّكات العديد من الجهات الفَاعلة قصد مُحاسبة «المُذنبين» وإتّخاذ قرارات صَارمة أملا في تصحيح المَسار. ومن المنتظر أن يشهد هذا الملف الثّقيل تطوّرات مُثيرة خاصّة بعد عودة البعثة التونسية من الملاعب الروسية ومُناداة الكثير من الوجوه المعروفة في التسيير و»التكوير» والعديد من الأصوات الحرّة في الإعلام والتحليل والسياسة وأيضا اغلب التونسيين بتتبّع جميع «المُتورّطين» في الفضيحة المُونديالية وإسقاط «المنظومة» الحالية إنقاذا للكرة التونسية والرياضة عُموما لأنّ القادم أسوأ. تحرّكات ميدانية بالتوازي مع الضّغوطات الجَماهيرية والإعلامية تحمّلت الجهات السياسية مسؤولياتها وبادر فيلق من نوّاب الشّعب بالدّعوة إلى التحقيق مع الوزارة بوصفها المُشرف الأعلى على قطاعي الشباب والرياضة. وَبِغضّ النّظر عن «النوايا» الفعلية للنّواب و»الخَفايا» الحَقيقية لهذا التحرّك الذي سَيُربك في كلّ الأحوال «الرؤوس الكبيرة» في الرياضة التونسية فإن هذا الإجراء من شأنه أن يُشكّل نقطة البداية لفتح كلّ الملفات المسكوت عنها والتّدقيق في جميع «الشّبهات» التي تحوم حول الجوانب التسييرية والمَالية والتنظيمية. ومن جهته، بادر «الحِلف المُنشق» عن مكتب وديع الجريء بإحالة ملف كامل وشامل إلى سلطة الإشراف ويتضمّن هذا الملف جملة من النّقاط التي تُدرج من وجهة نظر «المُعارضين» في خَانة الخُروقات التسييرية التي إرتكبها «الرئيس» المُتّهم بالإستفراد بالرأي وتفصيل القوانين الرياضية على المَقاس فضلا عن عدم إحترام النّظام الداخلي لهذه «الجامعة السيادية» و»التورّط» في عدة هفوات تنظيمية في المُغامرة العالمية الأخيرة للمنتخب الوطني. وتُضيف مَصادرنا أنّ «الخُماسي المُتمرّد» على سياسة الجريء (ولو أنّ خَامسهم يتأرجح بين الولاء للرئيس وشقّ عصا الطّاعة) قد يقوم بالتصعيد واللّجوء إلى «الفيفا» خاصّة إذا لم تجد السلطات المحلية الجرأة الكَافية لمعالجة الملف بجدية كبيرة. اتّهامات سَتُسيطر عملية «التحيّل» التي تعرّضت لها فئة من الجماهير التونسية في المونديال على جلسة الإستماع المُرتقبة للوزيرة بطلب من نوّاب الشعب (ما يقلّ عن 62 برلمانيا أمضوا على هذه العَريضة). وسيقع التحقيق في حادثة النّصب التي قامت بها بعض وكالات الأسفار ومؤسسات الخَدمات والتي راحت ضَحيتها للأسف الجماهير التونسية بعد أن وجدت نفسها دون تذاكر وعُرضة للجوع والتشرّد في الشّوارع الرُوسية لولا تدخّل الغيورين على راية تونس وإنقاذنا من مَهزلة تنظيمية تَنضاف إلى النكسة الكروية على يد معلول. وفي سياق مُتصل يُوجّه الأعضاء المنشقون في جامعة الكرة جملة من التّهم للرئيس وديع الجريء والمدرب نبيل معلول في مقدّمتها توسيع البعثة التونسية إلى الأراضي الروسية دون مُوجب. وقد ترسّخ الإقتناع في صفوف «مُعارضي» الجريء بأنّ لائحة المُسافرين إلى «موسكو» شملت العديد من الوجوه الإدارية والتحكيمية التي ليس لها أيّ دور في المُونديال سوى إثقال كَاهل الخزينة التونسية وتبديد أموال الجامعة. وكان وديع قد ردّ على مُنتقديه ودفع عن نفسه تُهمة «التّبذير» وإهداء «حَاشيته» سفرات وتذاكر مَجانية أثناء مشاركتنا في كأس العالم. ويَطرح «مُعارضو» الجريء أيضا جملة من الإستفهامات حول نَفقات المُواجهات الودية التحضيرية للمُونديال ويَتساءل هؤلاء عن طبيعة العلاقات التي تربط بين نبيل معلول وبعض مُنظّمي الوديات وتتّهم الجهات المُعارضة «الكُوتش» بتوظيف المنتخب لخدمة مَصالحه الذاتية كما حصل أثناء الرحلة الترفيهية إلى الإمارة القطرية هذا فضلا عن الحملات التسويقية المفضوحة لعدد من «الكَوارجية». ماذا يُخفي الجريء؟ من خلال «سَوابقه» الشّهيرة في إدارة أصعب وأعنف الأزمات يمكن التأكيد منذ هذه اللّحظة بأن رئيس جامعة الكرة سيخرج كعادته من العَاصفة بصفر خَسائر بالنّظر إلى عدة مُعطيات واقعية منها «وَلاء» الجمعيات و»فزّاعة» «الفيفا» التي تعطّل إتّخاذ قرار سياسي جريء يقضي بحلّ النّظام القائم هذا فضلا عن وقوف كلّ القوانين الرياضية و»الأرضية» في صفّ «الرئيس» الذي يُشير البعض إلى أنّه بوسعه مثلا الدعوة إلى جلسة عامّة إنتخابية إستثنائية يَخلف أثناءها وديع الجريء نَفسه. الوضع مُعقّد ومفتوح على كلّ الإحتمالات والثابت أنّ كُرتنا تَضيع وتبحث عن تدخّل عاجل وفاعل من قبل كلّ من يهمّه مستقبل اللّعبة وهي المُتعة الرئيسية وربّما اليَتيمة للشّعب.