تَسير التحضيرات التونسية بشكل جيّد خاصّة في ظل توفّر كلّ عوامل الراحة في المعسكر وجاهزية عناصرنا الدولية لخوض المواجهة القوية أمام الإنقليز وذلك يوم 18 جوان بداية من الساعة السّابعة مساءً في «فُولغوغراد». ويتدرّب المنتخب في ظروف طيّبة بما أن المنتجع السياحي - الجبلي الذي تُقيم فيه البعثة التونسية يحتوي على جميع المرافق على غرار قاعة تَقوية العضلات والمسبح علاوة على تَميّزه بالهدوء التامّ لوجوده في أحواز العاصمة الروسية «موسكو». ويوجد معسكر «النّسور» أيضا على مَسافة قصيرة من ميدان التمارين (سترويتال) وهو ما يجعل الفريق يستعدّ لمُغامرته العالمية دون متاعب تُذكر. دعم كبير لم يُفوّت المدافع الدولي السابق راضي الجعايدي فرصة زيارة الأراضي الروسية دون إلقاء التحية على عناصرنا الدولية وشحذ همم الرجال قبل الصِّدام الثقيل أمام الإنقليز الذين يحفظهم راضي عن ظهر قلب بحكم تجربته الفريدة في «البروميارليغ» قبل أن يقتحم عالم التدريب في البلد نفسه. وكان الجعايدي المُتوّج مع المنتخب ب»كان» 2004 وصاحب الهدف المثير في الشباك السعودية في مونديال 2006 قد تلقى دعوة خاصّة من «الفيفا» لمواكبة فعاليات الكأس العالمية في روسيا بدفع من العضو التونسي في الإتّحاد الدولي طارق بوشماوي الذي حَرص بدوره على زيارة مقرّ إقامة المنتخب في «موسكو». نقائص بالجملة ترك المنتخب إنطباعات جيّدة بعد سلسلة الودية أمام إيران وكُوستاريكا والبرتغال وتركيا وإسبانيا. لكن حالة الإرتياح لم تُخف جملة من النقائص التي وجب على الإطار الفني تداركها قبل إنطلاق الجديات. وقد رفع معلول سقف الطّموحات واعدا بالذهاب إلى الدور ربع النهائي هذا دون أن يُنكر حجم الثغرات التي كشفتها الوديات. ورغم الجرعة المعنوية التي تحصلت عليها «منظومتنا» الدفاعية بعد الأداء البطولي أمام الإسبان فإن منطقتنا الخلفية تتطلّب صلابة أكبر للتصدي للخطر الإنقليزي بقيادة «هاري كين» و»رحيم ستيرلينغ». مُنتخبا في حاجة كذلك إلى فاعلية أكبر في المنطقة الأمامية خاصة في ظل غياب رأس حربة والرهان على أحد «الجُوكارات» لقيادة الهجوم الذي مرّ بجانب الحدث في لقاء إسبانيا بسبب الإفتقار إلى التركيز والدقة أمام شباك الخصم وهو أمر غير مقبول في الرسميات التي قد تكون فيها الفرص السانحة للتهديف مَحدودة. هذا وكانت نسبة إمتلاك الكرة في لقاء «الماتدور» ضعيفة ولم تَتجاوز سقف ال 30 بالمائة كما أن فريقنا لم يستفد من «سلاح» الكرات الثابتة ولم يظفر بأية ركنية في هذه المباراة التي لاح أثناءها أيضا البطء في الإنتقال من الحالة الدفاعية إلى الوضعية الهُجومية. ومن الواضح أن معلول على يقين بجملة النقائص الموجودة والتي ينبغي تداركها بصفة فورية لتكون «الماكينة» التونسية في أفضل حَالاتها خلال الصِّدام المنتظر أمام الإنقليز. في إنتظار الحسم لا جدال في أن التشكيلة التي ستخوض بها تونس لقاء إنقلترا جَاهزة في ذهن نبيل معلول وتبدو الخيارات شبه محسومة في المرمى والدفاع مُقابل تواصل الغموض حول التركيبة النهائية للوسط والهجوم خاصّة أن إمكانية سحب الخاوي تظلّ قائمة. وقد يجد المدرب ضَالته في بن عمر أوالشعلالي في صورة حسم أمره وقرّر الإستغناء عن سيف الدين الذي تتوفّر فيه المواصفات ليكون بديلا جيدا لا لاعبا أساسيا ولو أن البعض (وإن كانوا قلة) يفضّلون بقاء الخاوي الذي شارك في كل الوديات بدل المُجازفة ببن عمر أوالشعلالي بما أنهما عادا إلى أجواء المُقابلات منذ فترة قصيرة. كما أن الرّجوع المُرتقب للخزري سيجبر معلول إلى إجراء تحوير في المنطقة الأمامية ولو أن البدري والسليتي قاما للأمانة بالمطلوب في لقاء إسبانيا وهو ما يجعل سحب أحدهم من التشكيلة أمرا عسيرا. والثابت أنه هُناك شبه إجماع على ضرورة «إقصاء» الخاوي من التشكيلة لإضفاء حيوية أكبر على «الماكينة» التونسية. تعزيزات بالتوازي مع الثلاثي المُشرف على البعثة التونسية وهم وديع الجريء وهشام بن عمران وإبراهيم عبيد تَعزّز المُعسكر بثلاثة أعضاء آخرين من جامعة الكرة وهم واصف جليل وأمين موقو وحامد المغربي وسافر هؤلاء إلى روسيا لضرب عصفورين بحجر واحد بما أن رحلتهم سمحت لهم بالمشاركة في مؤتمر «الفيفا» مع تشجيع «النّسور». والمُلاحظ أن كلّ المسؤولين المتواجدين في «موسكو» هم من «المُوالين» لرئيس الجامعة بإستثناء موقو الذي كان قد إنضمّ إلى «الخماسي المُنشق» عن الجريء قبل أن يستأنف النشاط وقد يُوحي حضوره في معسكر المنتخب بأنه «تَصالح» مع رئيسه والمُهمّ في هذا الظرف أن يقع توحيد الصّفوف وتأجيل الخلاف إلى ما بعد المُغامرة العالمية للمنتخب. التحوّل إلى «فولغوغراد» من المنتظر أن يُغادر منتخبنا «موسكو» نحو «فولغوغراد» يوم السبت القادم تمهيدا للمواجهة الأولى ضدّ إنقلترا في ملعب «فولغوغراد أرينا» الذي يتّسع لحولي 45 ألف متفرّج وسيحتضن هذا الميدان لقاءات أخرى أهمّها القمّة العربية المُرتقبة بين مصر والسعودية يوم 25 جوان.