الجزائر الشروق: قال مسؤول أمريكي رفيع إن بلاده «قلقة» من استمرار تنظيم «داعش» الإرهابي في زرع قواعده على محور الجزائر وتونس وليبيا، وأعرب عن ثقة واشنطن في قدرة جارتي ليبيا على إقامة جسر أمني لمنع عودة الدواعش من بؤر التوتر. تباحث مساعد كاتب الدولة الأمريكي جون جوزيف ساليفان، خلال اليومين الماضيين، مع كبار المسؤولين في الجزائر، وأبرزهم رئيس الحكومة أحمد أويحيى ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ومسؤولين أمنيين بارزين. وأوضح ساليفان واشنطن قلقة من خطر الإرهاب المتصاعد جرّاء استمرار الأزمة الليبية، داعيًا إلى تركيز جهود الأطراف الدولية مع دول الجوار لتسريع حلحلة الأزمة التي تدخل عامها الثامن. وخاض المسؤول الأمريكي في مسائل أمنية وسياسية إقليمية، ضمن الدورة الخامسة للمشاورات الثنائية حول المسائل الأمنية و مكافحة الإرهاب، بينما شدد رئيس الحكومة الجزائرية أن بلاده «تبدي عميق انشغالها للوضع الأمني المتدهور في ليبيا ودول الساحل»، مؤكدا أن نجاحات أمنية مشتركة حققتها الوحدات العسكرية والأمنية على حدود الجزائر وتونس، بفضل تجربة التنسيق الاستخباراتي والأمني الرفيع بين البلدين. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الجزائرية إن الوزير عبد القادر مساهل أكد في مباحثاته مع المسؤول الأمريكي، على ضرورة حشد دعم دولي لتحقيق الرؤية الثلاثية المشتركة حول الأزمة الليبية (الجزائر وتونس ومصر)، باعتبارها الأصلح لتسوية الأزمة نهائيا. واضاف مساهل أن حل الأزمة الليبية خاص بليبيا فقط ولا يمكن التدخل فيه، وأن التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية مثّلت أبرز العثرات التي عرقلت الوصول إلى حل نهائي لها، موضحا حرص دول الجوار على بلوغ ليبيا مرحلة الاستقرار بحكم أن الفوضى الحاصلة داخلها تُشكل خطراً على هذه الدول. وذكّر مساهل بوجود «خلية تنسيق مباشر بين الجزائر وتونس لتبادل معطيات استخباراتية حول تحركات الدواعش، وقد مكن ذلك من إجهاض عمليات إرهابية جرى التخطيط لها في المنطقة الحدودية»، وفق تعبيره. وأبرز رئيس دبلوماسية الجزائر أن بلاده تعتقد بأن تراجع الإرهاب عسكريا في سوريا والعراق، جعله يأخذ منحى آخر، ويطرح تحديات وتهديدات وقيودا أمنية جديدة على جوار ليبيا، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية تسعي لإعادة تنظيم نفسها، وتجميع مواردها، وهي تستعد لتجنيد الوافدين الجدد، الذين يتمتعون بتدريب إيديولوجي وعسكري، وقدرة عالية على استغلال شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية.