كشف تقرير إعلامي فرنسي أن حكومة «الوفاق» الليبية، برئاسة فايز السراج، رعت، في 2017، اتفاقاً سرياً غير قانوني بين إيطاليا ومافيا تهريب المهاجرين غير الشرعيين، لوقف تدفق المهاجرين نحو السواحل الإيطالية عبر صبراته. الصراع السياسي في ليبيا سبب أزمة المهاجرين باريس (وكالات) وقالت التقرير ان ما بين 700 ألف إلى مليون لاجئ ومهاجر غير شرعي يتواجدون في ليبيا بانتظار المجيء إلى أوروبا. وتعتبر قضية الهجرة من الملفات الملتهبة التي أثارت العديد من الأزمات والانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الماضية، حيث باتت موضوعاً رئيسياً في قلب مناقشات المجلس الأوروبي، المنعقد قبل يومين، في بروكسيل. ومن بين المواضيع التي كانت مطروحة للمناقشة، مشروع إنشاء «منصات» لإعادة المهاجرين إلى البحر المتوسط إلى ساحل شمال إفريقيا. وتحت عنوان «المهاجرون في ليبيا صعوبة السيطرة على شبكات المهربين من الفوضى»، قال فريدريك بوبان، مراسل صحيفة «لوموند» في منطقة شمال إفريقيا، إن ما بين 700 ألف إلى مليون مهاجر ولاجئ موجودون في لييبا. وأشارت الصحيفة إلى أن تدفق المهاجرين على إيطاليا جاء من منطقة محددة غربي ليبيا وهي طرابلس التي تعتبر الأقرب إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. ولفتت الصحيفة إلى أن حكومة السراج رعت اتفاقا سرياً بين روما وبعض ميليشيات المهربين خصوصا في صبراتة، العاصمة القديمة للمهربين، لتراجع تدفق المهاجرين. ورغم ذلك، تواجه أوروبا صعوبة في السيطرة على شبكات المهربين جراء الفوضى السائدة في ليبيا، نظراً لغياب الدولة المركزية، وتفاقم الصراع بين ميليشيات متمتعة بالحكم الذاتي، في ظل حكومة ضعيفة. واعتبرت الصحيفة أنه من الضروري التمييز بين المهاجرين ممن يتخذون من ليبيا معبرا للهجرة إلى أوروبا، وبين الأشخاص الراغبين بالبقاء في ليبيا. فالأولى، أي الهجرة العابرة، فالتصقت تاريخياً بالمهاجرين القادمين من منطقة «القرن الإفريقي» (إثيوبيا، إريتريا، والصومال)، ممن فروا من الحروب الأهلية والمجاعات. وفي الآونة الأخيرة، انضم إليهم مواطنون من وسط إفريقيا (نيجيريا)، وغربها (مالي، كوت ديفوار، السنغال، غامبيا). أما بالنسبة لهجرة العمل في ليبيا، فالظاهرة مستمرة، حيث لا زال هذا البلد الغني بالنفط، قادرا على التوظيف، وذلك رغم الانقسامات والفوضى التي مزقتها، ومازال قادرا على جذب المهاجرين إليه من بلدان مجاورة، خصوصا من مصر والسودان وتشاد وتونس، وحتى من بنجلاديش والفلبين. ونتيجة لذلك الاختلاط بين المهاجرين العابرين والدائمين إلى ليبيا، لا توجد أرقام رسمية دقيقة لعدد المهاجرين في ليبيا، لكن التقديرات تشير إلى أن عدد المهاجرين واللاجئين الموجودين بهذا البلد يتراوح بين 700 ألف إلى مليون مهاجر ولاجئ. واوضحت الصحيفة الفرنسية أن «الوضع السياسي في ليبيا متردي جراء عدم الاستقرار والتشرذم القبلي والسياسي، حيث توجد حاليا حكومات متنافسة على شرعية السلطة، ما عزز الانقسام والعجز عن السيطرة على مافيا المهربين». ودعت الصحيفة الدول المناهضة للهجرة إلى توحيد ليبيا المصدر الرئيسي للمهاجرين إلى أوروبا، قبل التنديد بتدفق المهاجرين، في إشارة إلى إيطاليا. واضافت أنه «رغم أن إيطاليا تجمعها علاقات خاصة مع طرابلس (حكومة السراج)، إلا أنها لم تحاول السعي إلى توحيد البلاد».