تونس الشروق: منذ ما يقارب القرنين ومنصب رئيس بلدية العاصمة او شيخ مدينة تونس حكرا على الرجال مرتبطا في عقلية بعض التونسيين بان يكون هذا المنصب الى احد وجهاء العاصمة او فئة دون اخرى الا ان هذه القاعدة تغيرت أمس بفوز سعاد عبد الرحيم. و«شيخة» مدينة تونس الجديدة من مواليد 16 ديسمبر 1964 بصفاقس، زاولت تعليمها الثانوي بمعهد خزندار وتحصلت على شهادة الباكالوريا في جوان 1983 قبل احرازها شهادة الصيدلة في جوان 1992 في مسيرة جامعية بين جامعة المنستير وجامعة الشمال جوبهت خلالها بالطرد من الجامعة على خلفية النشاط النقابي ونالت فيها ايضا شهادة في العلوم الغذائية في جوان 1988. وبدأت امراة الاعمال و»الصيدلانية» مسيرتها السياسية من الاوساط الجامعية حيث وقع انتخابها كطالبة مستقلة نائبة للطلبة بالمجلس العلمي بالمنستير مطلع الثمانينات، اثر ذلك بدأ تقاربها مع الاتجاه الاسلامي وذلك من خلال تبنيها مشروع «من اجل طالب حر» الهادفة الى التقليل من صراع الاسلاميين واليساريين في الجامعة نحو ايجاد تحالف الوحدة النقابية مع الطلبة الاسلاميين التي قادت تحركاتها الى ما سمي بمؤتمر الحسم واحداث الاتحاد العام التونسي للطلبة سنة 1985. وانتخبت سعاد عبد الرحيم عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة في دورتين متتالتين خلالها تعرفت عن قرب على العديد من قيادات الاتجاه الاسلامي في مراوحة بين النضال المشترك واعلان الاستقلالية العضوية. واعادت الثورة سعاد عبد الرحيم الى المشهد السياسي من خلال تأسيسها لرابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة في 11 جوان 2011 التي ترأست هياتها المديرة وعضو مكلف بالإغاثة في جمعية التعاون الخيرية فرع تونسمنوبة الى حدود سبتمبر 2011 تاريخ ترشيحها من قبل النهضة كمستقلة على رأس قائمتها في دائرة تونس 2 للانتخابات التشريعية. ومن اكتوبر 2011 الى سنة 2014 تمسكت عبد الرحيم بكونها نائبة مستقلة ذات فكر ليبرالي ضمن كتلة النهضة ومن خارج التنظيم، وخلال هذه الفترة ترأست لجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية بالمجلس الوطني التأسيسي حيث كانت لها مواقف بارزة في الدفاع على المساواة بين الرجل والمرأة وفي رفض مشروع قانون العزل السياسي، ومع نهاية الدورة النيابية للمجلس التأسيسي التحقت سعاد عبد الرحيم بالمكتب الموسع لحركة النهضة سنة 2016 بوصفها عضو الكتلة التأسيسية. وفي مبادرة هي الاولى من نوعها رشحت النهضة اواخر فيفري من العام الجاري سعاد عبد الرحيم على رأس قائمتها للتنافس على المقاعد في بلدية تونس العاصمة، لتحصد 21 مقعدا من اصل 60 قبل فوزها برئاسة بلدية العاصمة بفارق 4 اصوات على مرشح نداء تونس كمال ايدير امس وتكون بذلك اول امرأة ترأس بلدية العاصمة.