آخر استطلاع للرأي أثبت ان اكثر من 80 بالمائة من التونسيين متشائمون ويلفهم الخوف من المستقبل القاتم ... هذه النسبة المفزعة لا تدعو إلى العجب فالتونسيون كل يوم يعيشون على وقع الأزمات آخرها كان انقطاع الماء على آلاف السكان.. في الوقت الذي تهب فيه على تونس موجة حر قاسية وفي الوقت الذي يضطر فيه سكان المناطق الداخلية الى غلق الطرقات للمطالبة بالماء ... نسبة التشاؤم المرتفعة فرضها الواقع الصعب الذي يعيشه التونسي في ظل عجز حكومي عن تحقيق ما وعد به السياسيون الذين نجحوا في الانتخابات وثبت بعد ذلك انهم كذبوا على التونسيين وأنهم كانوا فاشلين وعاجزين... هناك مؤشرات الآن تؤكد ان القادم سيكون اصعب وان منسوب التوتر سيرتفع وان الازمة الاقتصادية ستشتد وان الدينار سيواصل تدهوره والاسعار ستواصل ارتفاعها ... الحديث عن نجاح الموسم السياحي وعن تحقيق نجاحات أمنية لم يعد يهم التونسي ... فاليوم يحتاج التونسي إلى الدواء المفقود في المستشفيات والصيدليات ويحتاج الى الحليب الذي يباع في السوق السوداء .... اليوم في تونس بلد التشاؤم يغادر مقاعد الدراسة سنويا اكثر من مائة الف طفل وتواصل الجامعات تخريج جيوش من العاطلين..... وفي تونس اليوم اختار آلاف الجامعيين والأطباء والمهندسين الهجرة والعمل في الجامعات الأجنبية ... نسبة التشاؤم اذا تواصلت فإن الفاجعة ستكون اكثر رعبا وسيؤدي ذلك الى أزمات جديدة وغير مسبوقة للتونسيين الذين انتظروا الفرج منذ اكثر من سبع سنوات دون أن يتحقق... أفق الوصول الى حلول الان أصبح بعيد المنال لذلك فان الوضع يحتاج الى تدخل عاجل قبل ان يستشري التشاؤم ويعم كل التونسيين دون استثناء بمن في ذلك السياسيون الذين انتخبناهم وكذبوا علينا...