خيب منتخب البرازيل آمال عشاق كرة القدم في عدة أماكن من العالم بخروجه المفاجئ من مونديال روسيا 2018 وهو المنتخب الوحيد الذي كان مرشحا للمراهنة على اللقب وانهاء الاحتكار الاوروبي للقب العالمي في الدورات الاخيرة . منتخبات امريكا التي بدأت المونديال الروسي بقوة من خلال المفاجآت التي احدثها المكسيك الذي اطاح بألمانيا صاحبة اللقب وتسبب في خروجه المبكر من المونديال ثم قدمت الاورغواي عرضا جيدا وتصدرت مجموعتها الاولى متفوقة على البلد المنظم روسيا وكذلك فعلت كولمبيا التي تصدرت المجموعة الثامنة مقدمة مردوا غزيرا واظهر منتخبا الارجنتينوالبرازيل وجهمها الحقيقي في الوقت المناسب وتفاديا خروجا مبكرا في المونديال وضمنا العبور للدور الثاني بالحد الأدني المطلوب. وانتظر عشاق ميسىي ونيمار وسواريز وفالكاو وفاسكاز نجوم منتخبات امريكا الجنوبية التألق في الادوار الاقصائية والبقاء في سباق المونديال الى النهاية ولكن بدأت هذه المنتخبات الخمسة التي نجحت في تخطي حاجز الدور الاول ، بالسقوط الواحد تلو الآخر على ايدى منتخبات القارة العجوز فانسحبت الارجنتين بقيادة ميسي بعد هزيمة مدوية امام الفرنسيين ثم خرجت كولمبيا امام منتخب اوروبي آخر وهو انقلترا وانتهى حلم الكولمبيين مبكرا ايضا. المنتخب المكسيكي ايضا فشل في مواصلة ابداعاته ورضخ لرغبة نجوم السامبا الذين تأهلوا لربع النهائي شأنهم شأن الاورغواي الذي ازاح منتخب البرتغال بقيادة نجمه كريساتيانو رونالدو وكان كثير من الملاحظين يرشحون حامل لقب نسختي 1930 و1950 لبلوغ المربع الذهبي على الاقل بعد الوجه الممتاز الذي قدمه هذا المنتخب لكن خيب الاورغواي آمال هؤلاء بعد انسحابها امام الديكة الفرنسية في ربع النهائي. وانتهى حلم القارة الامريكية بخروج المنتخب البرازيلي حامل الرقم القياسي في الفوز باللقب العالمي والمنتخب الوحيد الذي قهر منتخبات القارة العجوز عبر تاريخ المونديال قبل ان يصبح لقمة سائغة لهم في مونديالي 2014 و2018 عندما انسحب زملاء نايمار بسباعية تاريخية في عقر دارهم في مونديال 2014 ثم انسحبوا من ربع نهائي مونديال روسيا امام منتخب صاعد ليس له تاريخ كبير في كؤوس العالم وهو المنتخب البلجيكي. ولا شك ان اللقب العالمي سيبقى في اوروبا للمرة الرابعة على التوالي بعد فوز ايطاليا بلقب 2006 واسبانيا بلقب 2010 وألمانيا بلقب 2014. ليصبح رصيد القارة الاوروبية 12 لقبا عالميا مقابل تجمد رصيد منتخبات امريكا اللاتينية في 9 ألقاب فقط وهذا يؤكد التطور الكبير الذي شهدته الكرة الاوروبية حلال العقدين الاخيرين مقارنة بكرة امريكا الجنوبية حتى ان جل نجوم هذه القارة تستقطبهم البطولات الاوروبية. وهذا يجعلنا نتساءل هل انتهى زمن الكرة البرازيلية بعد ان سقطت جارتها الارجنتين منذ الثمانيات وقبلها الاوروغواي منذ الخمسينات؟