بعد سنة ونصف السنة من المنافسة انتهت حمى التصفيات في جميع القارات واكتملت مناصب الأبطال في جنوب افريقيا وحضر الكبار بكل قوتهم بعد ان استحقوا الترشح عندما اقتنعوا ان النجاح يأتي بالمثابرة والعمل وعزيمة الرجال في حين رفعت الرايات السوداء في العالم العربي وسيقام الحداد على كرة دخلت في سبات يبدو طويلا بعد أن استيقظت لفترة قصيرة. في القارة الافريقية دخل 53 منتخبا معترك المنافسة من أجل خمسة مقاعد، الى جانب البلد المضيف وهذه المرة تكلم الكبار بصوت عال واسترجعوا هيبتهم التي «سرقت» منهم فترشحت نيجيريا والكوت ديفوار والكامرون وغانا والجزائر الى جانب البلد المضيف جنوب افريقيا ويبدو ان القارة السمراء ستخوض المونديال بأقوى ما تملك من فرسان وهذه المرة الاولى التي تصعد فيها هذه المنتخبات معا الى المونديال مما يجعلنا ننتظر تشريفا متوقعا لافريقيا لأن السفراء هذه المرة نسور حقيقيون وفيلة وأسود ونجوم ومحاربون ولا مكان بينهم للعب الأطفال. 13 بطاقة لأوروبا القارة العجوز قدّمت بدورها أفضل ما تمتلك عندما ترشّح 13 منتخبا آخرهم المنتخب الفرنسي الذي «سرق» ترشحه من إيرلندا المستبسلة بفضل يد تيري هنري والحكم السويدي مارتن هاتسون وتم ذلك في الوقت البديل. المفاجأة تمثلت في غياب منتخبات قوية مثل السويد وتركيا وروسيا مقابل تأهل سلوفاكيا للمرة الاولى في تاريخها وعموما ضمت قائمة المتأهلين منتخبات ألمانيا والدنمارك وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وسلوفاكيا وسويسرا وانقلترا وإسبانيا واليونان وهولندا وصربيا وسلوفينيا.. أوروبا اوفدت أيطاليا لاسترجاع لقبها وانقلترا كابيلو لاستعادة الهيبة والماكينات الألمانية لقهر البرازيل والمدرسة الفرنسية لتضييق الخناق على الارجنتين والبرتغال وإسبانيا لاستعراض مهارات أوروبية لا تقف عند التكوين. آسيا، بلا عرب شاركت في التصفيات الآسيوية 10 منتخبات وأفضت النتائج الى صعود 4 منتخبات آسيوية وضيف ثقيل الظل حيث تأهلت أستراليا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان الى جانب نيوزيلاندا التي اقصت البحرين ومثلت كابوسا آخر الى جانب أستراليا. وما نلاحظه هنا هو غياب عرب آسيا عن المونديال للمرة الاولى منذ مونديال اسبانيا 1982 بعد ترشح الكويت، ثم العراق في مونديال 1986 والإمارات في إيطاليا 1990 والسعودية في مونديال 2002 و2006. المنتخبات التي تأهلت لا تملك تاريخ العرب لكنها عملت بجهد وفي صمت وها هو الكمبيوتر الياباني يتقدّم بخطى ثابتة والكنغر الاسترالي جاهز للمنافسة. أمريكا الجنوبية بكامل نجومها دخلت التصفيات 10 منتخبات من أجل 4.5 بطاقات ونصف لتبقى الخامسة معلّقة الى حين أن عادت لأصحابها وقد تأهلت البرازيل المرشح الوحيد في كل الحالات والأوقات، الى جانب الارجنتين المتأرجحة بين تاريخها وبين نجومية مارادونا دون ان ننسى أشبال الشيلي والبارغواي القادمين بقوة، بينما لم تكن الاوروغواي مستعدة للتخلف عن الركب في حضرة فورلان ولويس سواريز وهنا ارتعش العالم لان امريكا الجنوبية منجم الذهب الكروي سخّرت كل طاقاتها من أجل إعادة اللقب الى خزائنها . أمريكا الشمالية بنفس الأسماء الشطر الشمالي من القارة الأمريكية ضم 35 دولة شاركت في التصفيات لتتأهل 3 منتخبات وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية القوية على جميع المستويات حتى كرويا الى جانب المكسيك التي استنجدت بخافيير أغيري لتنتفع من جيل ذهبي لا يمكن التفريط فيه بالاضافة الى الهندوراس القوة القادمة بقوة في منطقة أمريكا الوسطى. هكذا إذا اكتمل نصاب 32 نائبا في مجلس أسياد الكرة العالمية وهو ما يوحي بمنافسة ستبلغ ذروتها في جنوب افريقيا بينما سيتفرّج البقية كغيرهم من الجماهير عن المونديال داخل ديارهم وأمام أجهزة التلفزة.