أفادت مصادر ليبية أن ميليشيات بمدينة مصراته وغيرها من المدن غربي البلاد دفعت بتعزيزات إلى مدينة سرت الساحلية، وسط توقعات بشنها لهجوم على الموانئ النفطية في خليج السدرة. طرابلس (وكالات) وقالت تقارير ليبية إن مسلحي الميليشيات بدأوا في نقل آليات ومعدات عسكرية برا وبحرا من المدينة باتجاه سرت، القريبة من خليج السدرة. ويأتي هذا التطور بعد أيام على استلام المؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة المؤقتة في بنغازي الموانئ والحقول في منطقة الهلال النفطي من الجيش الوطنى الليبي. وكان الجيش الوطني سلم المواني، بعدما تمكنه في جوان الماضى من طرد ميليشيات متطرفة هاجمت موانئ المنطقة النفطية، وقاد هذه الميليشيات إبراهيم الجضران. وفي مقابل حشد ميليشيات مصراته، كلف الجيش الوطني الليبي عددا من قواته بتأمين المنطقة الوسطي، حيث تقع منطقة الموانئ النفطية، بعد الانتهاء من تحرير مدينة درنة الساحلية شرق البلاد من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي. وسبق حشد ميليشيات مصراته، إعلان محسوبين على الميليشيات المتطرفة في ليبيا وجماعة الإخوان نية السيطرة على الموانئ النفطية. واعتبر عضو ما يسمى المجلس الأعلى للدولة، أبوالقاسم دبرز أن الجهة القادرة بالفعل على «حماية قوت الليبيين» هي ميليشيات «البنيان المرصوص». وعلى صعيد آخر، أكد أحمد سلطان، الناطق باسم كتيبة «سبل السلام» التابعة للجيش الليبي ، تحرير ثلاثة مواطنين من مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا كان قد تم اختطافهم قبل يومين من جانب عصابات تشادية. وقال سلطان ل«بوابة الوسط الليبية» اول أمس إن دوريات تابعة للكتيبة خرجت لتعقب الخاطفين وبعد رصدهم داخل الحدود التشادية في جبل كلجنا، اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة ونتج عنها تحرير المخطوفين الثلاثة، ومصادرة سيارة مسلحة تابعة للعصابات التشادية. من جهة اخرى قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عادل كرموس، في تصريحات لوكالة«سبوتنيك»: إن «التدخل الخارجي في المشهد الليبي يظهر جليا على الأوضاع في الداخل وأنه لم يعد خفيا هذا التدخل الذي يقف أمام عملية التسوية أو الحل في ليبيا». وأضاف: أن «التدخل الإيطالي والفرنسي خاصة بشأن النفط واضح جدا وكل منهم يسعى للحفاظ على مصالحه، وأن اتفاق باريس أصبح معطلا في الوقت الراهن طبقا للتغيرات التي جرت على الأرض في الفترة الأخيرة». بدوره قال النائب في البرلمان الليبي أبو صلاح شلبي ، إنه لم يعد أي مجال للشك بشأن نفوذ الأطراف الدولية اللاعبة في الساحة الليبية، وأن هذا التلاعب ظهر جليا بعد اتفاق باريس، خاصة أن بريطانيا وإيطاليا لم يساهموا في عملية الهجوم على الهلال النفطي التي قادها إبراهيم الجضران في 21 جوان الماضي، وذلك لعدم رضائهما على اتفاق باريس، حيث أنهما أرادا عدم استفراد فرنسا بقيادة عملية التسوية، وهو ما انعكس على الأرض بشكل مباشر لتعطيل العملية السياسية. رأي خبير الخبير الاقتصادي سليمان الشحومي «الصراع الآن ليس على النفط في واقع الأمر، بل على إيراد النفط الذي يتجمع في بوتقة المصرف المركزي بطرابلس والذي يدار بشكل غير متوافق مع القانون ويقصي الطرف الآخر، يجب الاتفاق على إعادة ترتيب إدارة المصرف المركزي وتوحيدها وإبعادها عن التعاطي السياسي إذا أراد الجميع إيجاد مخرج سريع للأزمة».