تونس (الشروق) الصراع الحاصل داخل حزب نداء تونس، جعل من كتلته البرلمانية تنقسم مبدئيا الى ثلاث مجموعات، الاولى تُناصر شرعية الهيئة السياسية، والثانية تساند المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، والثالثة مجموعة صامتة لم تُعلن قرارها بعد . كان من المنتظر ان تعقد الكتلة البرلمانية لحركة نداء تونس اليوم جلسة هامة لمناقشة التطورات الاخيرة في حزب النداء، وتم التأكيد على ان رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر هو من سيترأس الجلسة. حرب بيانات تم تأجيل الجلسة الى بداية الاسبوع القادم، ولئن لم يتم اعلان الاسباب الحقيقة لهذا التأجيل، إلاّ ان الوضع المتوتّر داخل النداء والذي انتقال بشكل آلي الى داخل الكتلة، يُرجّح ان يكون هو السبب الرئيسي وراء هذا التأجيل. الجلسة المنتظر عقدها، تعتبر استثنائية باعتبار المنعرج الذي يعيشه حزب حركة نداء تونس، خاصة بعد «حرب البيانات الاخيرة» بين من سحبوا البساط من تحت المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي و يدفعون في سياق إعادة الروح للهيئة السياسية باعتبارها قيادة جماعية للحزب. ومن يصطفون خلف حافظ قائد السبسي ويتمسّكون باعتبار اجتماع عدد من اعضاء الهيئة السياسية «عملية انقلابية» على القيادة الحقيقة للنداء ويتهمون اطرافا عدة بالوقوف وراء هذه العملية. أهمية هذا اللقاء تتمثل في كونه سيكون كاشفا أساسيا لموازين القوى داخل كتلة نداء تونس، بين التوجه القائم على دعم الاستقرار الحكومي والماسك بزمام الامور في الهيئة السياسية، والمجموعة المطالبة بضرورة رحيل الحكومة الحالية ورئيسها يوسف الشاهد. لكن مهما كانت الجهة التي ستميل لها الكفة، فان الكتلة مقبلة على انقسام وشيك. انقسام مرتقب ملامح الانقسام داخل الكتلة بادية بشكل واضح، فالخلاف الذي عمل القائمون على تسيير النداء على تأجيله لفترة طويلة أصبح حقيقة لا مهرب منها، والانشقاقات داخل الكتلة أصبحت أكثر وضوحا خاصة إذا بعد وقع عدد من نواب الكتلة بيان الهيئة السياسية، وقبلهم بسويعات التقى نواب آخرون محسوبون على الشق المقابل، برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. مجموعة صامتة ومن الجزئيات الاساسية المشكلة لملامح الصراع الحاصل داخل كتلة النداء، وجود مجموعة ثالثة، لم تعبر عن رأيها الى الآن واختارت التزام الصمت، وهي مجموعة تضم عددا كبيرا من النواب منهم من لم يحسم أمره الى الآن، ومنهم من يُفضّل عدم الافصاح عن موقفه حاليا وينتظر اللحظة المناسبة. نواب هذه المجموعة من المنتظر ان يكونوا عاملا اساسيا في ترجيح الكفة لهذه الجهة او تلك وهو ما جعل البعض منهم يدخل حاليا في سلسلة من النقاشات مع قيادات المجموعتين، في اطار محاولات الاستقطاب والتأثير. لن يدوم الامر طويلا ومن المنتظر ان يتم حسمه في اللقاء الذي سينتظم بداية الاسبوع القادم، خاصة وأن الامر لا يحتمل البقاء في هذا الشكل الغامض، وستكشفه معطيات عديدة أهمها اتجاهات التصويت على المشاريع التي تقدمها الحكومة. إلغاء اللقاء كان من المنتظر أن يلتقي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عددا من نواب كتلة النداء، وهم النواب المحسوبون على شق حافظ قائد السبسي، لكن تم تأجيل اللقاء الى موعد لاحق لم يتم اعلام النواب به، واعتذر رئيس الجمهورية عن الحضور. تغيرات في البرلمان اذا انقسمت كتلة نداء تونس مرة أخرى فستشهد هيكلة البرلمان تغيرات في مستوى رئاسات اللجان ومكاتبها، فمن يغادر الكتلة يفقد تمثيله لها في كل هياكل البرلمان.