فشل اللقاء الذي جمع أمس بين مؤسس «نداء تونس» ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والأمين العام المستقيل من الحزب محسن مرزوق الذي وصف اللقاء ب «الودي والصادق» ولكنه لم يفض إلى نتائج تذكر من شأنها إنهاء الأزمة الحادة التي يمر بها الحزب أو وقف سيل الإنسلاخات التي يشهدها. و وفق مصادر « التونسية», فإن اللقاء لم يفض إلى أية توافقات في طريق إنهاء الأزمة الداخلية للحزب. وأكدت ذات المصادر أن مرزوق والنواب المحسوبين عليه لن يعودوا مجددا إلى «نداء تونس» وأن انسلاخهم منه نهائي، مضيفة أن التحضيرات جارية على قدم وساق لتشكيل الحزب الجديد الذي سيجمع المستقيلين من النداء يوم 2 مارس المقبل. من جهته, دعا أمس النائب بكتلة «نداء تونس» بالبرلمان عبد العزيز القطي, إلى استقالة الهيئة التأسيسية ل «نداء تونس» بصفة فورية وجماعية. و طالب القطي, وهو من المحسوبين على شق حافظ قائد السبسي, بتشكيل هيئة وقتية لتسيير الحزب. وتكوين لجنة انتخابية محايدة حتى تاريخ انعقاد مؤتمره الإنتخابي, وقبل ذلك الإعداد لعقد المؤتمرات المحلية والجهوية للندائيين. كما دعا القطي إلى ضرورة عقد المؤتمر الانتخابي للحزب في ظرف لا يتجاوز الثلاثة أشهر, إضافة إلى عودة جميع النواب المستقيلين والمجمدين لعضويتهم للحزب. يشار إلى أن القطي أعلن كذلك تخليه عن المهام التي أوكلت له على إثر مؤتمر سوسة كناطق رسمي ل «نداء تونس» وأمينا وطنيا له, معتبرا أن مقررات المؤتمر التوافقي المنعقد يومي 9 و10 جانفي الجاري لم تأت بالحلول الناجعة لوقف انهيار الحزب. من جهة أخرى, قال القيادي في الحزب المجمد لعضويته ووزير الصحة الحالي سعيد العايدي إن حلحلة أزمة الحزب تتمثل في «وضع قيادة انتقالية ب 5 أشخاص مشهود لهم بالنزاهة, على أن يكونوا من خارج الهيئة السياسيّة الحالية للتحضير للمؤتمر الانتخابي المقبل للحزب قبل شهر جوان المقبل». و أضاف العايدي, خلال استضافته في برنامج «ميدي شو» على أمواج إذاعة «موزاييك» أنه سيواصل العمل من أجل إنقاذ الحزب رغم استقالته من الهيئة التأسيسية. و أكد العايدي أنّ ما يشهده «نداء تونس» خلق أزمة أخلاقيّة في الساحة السياسيّة وسيكون له انعكاسات على البلاد, مشددا على أنه «كان من المفروض أن يكون مؤتمر سوسة توافقيا, إلا أن العكس هو ما حصل نظرا للإنقلاب على خارطة الطريق التي أعدتها لجنة فض النزاع». العايدي أكد أيضا أنه غير معني بالمناصب القيادية في «النداء», وأن الأولوية القصوى بالنسبة له هي وزارة الصحة, محملا المسؤولية لكل القيادات الندائية في ما آلت إليه الأوضاع داخل الحزب. وتابع بأنه اقترح أن تشرف منظمة « عتيد» على انتخابات الحزب خلال شهر جويلية القادم. يشار إلى أنه تم أمس إيداع مطلب تشكيل كتلة « الحرة» رسميا بمكتب الضبط بالبرلمان, ومن المنتظر أن يتم اليوم الثلاثاء الإعلان عن تأسيسها بصفة رسمية, لتصبح بذلك الكتلة الثالثة برلمانيا.