الواضح أنّ «أزمة» المنتخب الوطني سَتتفاقم في ظلّ تواصل القرارات الأحادية لرئيس الجامعة والغِياب التامّ للشفافية وهي حقيقة دامغة وقف عليها الجميع بعد الجدل الواسع حول الإمتيازات المالية التي كان يَلهفها المدرب المعزول نبيل معلول حيث يُقسم الجريء بأغلظ الأيمان بأنه يتحصّل على 34 ألف دينار شهريا في الوقت الذي أكدت فيه الوزيرة تحت قبّة البرلمان بأنّه يَتقاضى 40 مليونا. فمن نُصدّق؟ الثابت أن معلول حقّق مكاسب كبيرة من تجربته الأخيرة مع المنتخب بل أن الكثير من الجهات العارفة بالكواليس تؤكد أنّ «الكُوتش» بلغ مرحلة الثراء الفاحش مثله مثل «صَديقه» وشريكه في مَهزلة المونديال وديع الجريء الذي أصبح يتحرّك بترسانة من الحراس الشخصيين والذين لا يَملكهم «بُوتين» نفسه. أمر دُبّر بليل إزداد الوضع تَعقيدا بعد أن رَكب الجريء رأسه وعيّن «لجنة طوارىء» مَهمّتها معالجة ملف المنتخب بعد «إنفصاله» عن معلول الذي رحل إلى «الدّحيل» القطري بمباركة رئيس الجامعة المُرتبط بدوره بعلاقات شراكة مع بعض الجهات هُناك (عقد الإتّصالات). ويتّهم الشق المُعارض الجريء بالتّخطيط لصفقة إنتقال معلول للعمل مع «أولياء نِعمته» في الإمارة القطرية ويستندون في ذلك إلى حالة الإستنفار التي شهدتها الجامعة في سبيل «تَحرير» «الكوتش» ومنحه الضّوء الأخضر ليلتحق بناديه بعد أن كان الجريء قد أعلن في القناة الوطنية بأن معلول أنجز المطلوب ولا يُوجد أي مبرّر ل»طَرده». جبهة المُعارضة تذهب أكثر من ذلك لتؤكد أن عملية إنتفال معلول إلى قطر مُمنهجة ومُخطّط لها والأخطر من ذلك أنّ الجريء تعمّد تكوين لجنة قال إنها ستتكفّل بتقييم المرحلة وتقديم المُقترحات الضَرورية لإصلاح الوضع في المنتخب في حين أن هذه اللجنة شكلية وتتكوّن من شخصيات صُورية وهم المدير الفني يوسف الزواوي وثلاثة من أعضاء الجامعة المُوالين ل «الرئيس» والكلام عن واصف جليل وهشام بن عمران والبوصيري بوجلال. أيّ بديل؟ يُطالب «المُعارضون» بتشريكهم في القرار وبتقديم كلّ الإيضاحات حول الأموال التي «لَهفها» معلول الذي رحل تاركا وراءه ألف سؤال وسؤال ومن المرجّح أن يُصدر «الشقّ المُعارض» والمتكوّن من أربعة أعضاء بلاغا توضيحيا في هذا الشأن. يُذكر أنه وقع تداول اسم الفرنسي - التونسي صبري اللّموشي كمرشح لخلافة معلول ويعتقد الكثيرون أن الرجل يملك كلّ المواصفات التي تُخوّل له النجاح مع «النسور» خاصة في ظل معرفته بأجواء الكرة الإفريقية (درّب الكوت ديفوار) وقدرته على التعامل مع «النّجومية» بما أنّه يعرف العديد من «مُحترفينا» في الخارج خاصة منهم أولئك الذين ينشطون في الدوري الفرنسي كما هو شأن الخزري الذي درّبه في «ران». هذا وتؤكد بعض الأنباء أن فوزي البنزرتي وسامي الطرابلسي من المرشحين لنيل هذا الشرف أيضا وتُشدّد مصادرنا في الوقت نفسه على أن الجريء قد يتعمّد «إقصاء» هذا الثنائي من المُنافسة على المنصب بسبب إنتقاداتهما السّابقة لسياسات الجامعة.