بَعد الخيبة المُونديالية للمنتخب كان من المفروض أن تَعقد الجامعة التونسية لكرة القدم ندوة صحفية أوعلى الأقل جلسة تَقييمية على نطاق ضيّق وبحضور الإدارة الفنية وذلك في سبيل الوقوف على جملة المكاسب المُنجزة والهفوات المُرتكبة والتي حالت دون تحقيق حلم العبور إلى المحطّة الثانية. وقد فَضّل رئيس الجامعة وديع الجريء مناقشة الملف في القناة الوطنية بدل من مواجهة الصحافة الرياضية أوعلى الأقل دعوة كافة أعضاء الجامعة «المُوالين» منهم و»المُعارضين» إلى الإجتماع لتقييم المَسيرة التونسية في الملاعب الروسية والحسم في «مَصير» الإطار الفني بقيادة نبيل معلول الذي يتضمّن مشواره نقاطا إيجابية وأخرى سلبية. غضب مفهوم لم يُخف «الشقّ المُعارض» لرئيس الجامعة غضبه الشديد من إقدام الجريء على تقييم مشوار «النّسور» في المونديال على شاشة التلفزة الوطنية والخوض في كافّة الجوانب الفنية بدل أن تكون عملية التَقييم داخل أروقة الجامعة مع تأجيل الحَسم في مستقبل المدرّب إلى حين الإطّلاع على مواقف مُختلف الأعضاء الرافضين لإستفراد «الرئيس» بالرأي والمُتحفظين كذلك على سياسة الأمر الواقع. ويَتضاعف الإحتقان في صفوف الجامعة بسبب الغموض الذي يرافق موعد الإجتماع المُرتقب والحاسم لمناقشة ملف المنتخب الوطني خاصّة أن مُغامرتنا المُونديالية انتهت منذ يوم 28 جوان. إنقسامات لم تَستبعد مصادرنا إمكانية اللّجوء إلى التصويت في صورة اختلف أعضاء الجامعة حول بقاء نبيل معلول على رأس المنتخب الوطني لفترة إضافية ومن المعلوم أن عددا من زملاء وديع الجريء يُعارضون تجديد الثقة في «الكوتش» بل أن بعضهم طالب منذ فترة طويلة ب»إقصائه» نتيجة الإنحرافات الخطيرة التي شَهدتها تحضيرات «النسور» للكأس العالمية. وجميعنا يتذكّر الصّراع الكبير بين نبيل معلول والعضو الجامعي بلال الفضيلي على هامش الرحلة القطرية التي عاش فيها المنتخب العَجب العُجاب (الإصابات، الخطابات التمجيدية لقطر، هدف المساكني في الشباك التونسية...). ويتكوّن «الحلف المعارض» للجريء ومعلول من أربعة أعضاء وهم بلال الفضيلي وحنان السليمي وسنان بن سعد ومحمّد الحبيب مقداد. وهُناك اسم خامس بقي في منزلة بين المنزلتين بما أنه يظهر تارة في صفّ «المُعارضين» وتارة أخرى ضمن «الموالين» والكلام عن أمين موقو. والثّابت أن ملف المدرب سيشهد جدلا واسعا وإنقساما واضحا بين أعضاء الجامعة في سيناريو مُكرّر لما حصل لحظة تَعيينه. شُبهات من المنتظر أن يَطرح «الحِلف المُعارض» جملة من التساؤلات والإستفهامات خلال الإجتماع المُنتظر للجامعة وتؤكد مصادرنا أنّ «الجَبهة» التي يقودها الفضيلي «الصّغير» ستطالب برفع الغموض حول الملفات المالية خاصّة في ظلّ تزايد «الشّبهات» حول نفقات المحطّة التحضيرية في أوروبا علاوة على الضَبابية بخصوص ترسيم كلّ من هبّ ودبّ ضِمن البعثة التونسية إلى روسيا مقابل تجاهل بعض أعضاء الجامعة مثل حنان السليمي وسنان بن سعد. اللّجوء إلى «الفيفا» مُمكن لم تستبعد مصادرنا فرضية لجوء «الحلف المُعارض» إلى «الفيفا» وذلك من خلال تقديم شكوى تتضمّن جملة الإخلالات الإدارية والمالية للجامعة وتضيف مصادرنا أنّ هذا الخيار مؤجل إلى ما بعد الإجتماع «الموعود» والذي قد يخرج منه «الرئيس» منتصرا خاصّة أن «المُوالين» له يشكّلون الأغلبية. أين أمين المال؟ رغم مرور أكثر من أسبوع على نهاية الرحلة المُونديالية فإن أمين المال إبراهيم عبيد «مفقود» وخارج نطاق الخدمة. والمعروف عن الرجل أنه مسؤول نزيه ومستقيم ويشهد له التاريخ بأنه نطق بالحقّ في أكثر من موضع ووقف في وجه «الرئيس» في أكثر من مرّة (كما حصل عند إنتداب ماهر الكنزاري). وهذه الصّورة الجيّدة عن عبيد تفرض عليه تقديم الإيضاحات للرأي العام في كنف الشفافية لا «الإختفاء» على طريقة «رئيسه» في إدارته لبعض «الأزمات».