لم يتوصل اجتماع رئيس الجمهورية مع عدد من المنظمات الكبرى وكل من نداء تونس وحركة النهضة الى جانب رئيس الحكومة ورئيس البرلمان الى حلول لكن من المتوقع ان تقدم الحلول بعد تشاور تلك الاطراف مع قواعدها. تونس الشروق: أشرف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أمس بقصر قرطاج على اجتماع حضره كل من محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب ويوسف الشاهد رئيس الحكومة ونور الدين الطبوبي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل وسمير ماجول رئيس الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وحافظ قايد السبسي المدير التنفيذي لحزب حركة نداء تونس وراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة. وخصص الاجتماع الذي يأتي بعد قرابة الشهرين على تعليق العمل بوثيقة قرطاج، خصص للبحث في السبل الكفيلة بتجاوز الأزمة السياسية الراهنة وضرورة تحمّل مختلف الأطراف السياسية لمسؤولياتها لإيجاد الحلول اللازمة مع تغليب المصلحة العليا للوطن. ودعا رئيس الجمهورية مختلف الاطراف الى تحمل مسؤولياتهم في الخروج من الازمة الراهنة مؤكدا انه بدوره أنجز ما هو مطالب به ومستعد لمزيد البذل من اجل انجاح هذا المسار «اما ان نكون معا جميعا على الرغم من ان حتى ذلك لا يعني اننا سننجح سريعا ثانيا انا مستعد لتسخير وقتي وصحتي وكل إمكانياتي الذهنية والصحية وصداقاتي في العالم من اجل تونس». واثر انتهاء الاجتماع أكدت مصادر مطلعة للشروق انه من المنتظر ان تتم مشاورات داخل احزابهم ومنظماتهم حول الحلول الممكنة للخروج من الأزمة والتنازلات التي يمكن ان يقدمها كل طرف لتكون هناك عودة لاتخاذ القرارات النهائية خاصة حول النقطة 64 في وثيقة قرطاج 2 في اجتماع الاثنين المقبل مع رئيس الجمهورية. وفي الاثناء فقد تمسّك كل طرف بموقفه خلال الاجتماع فواصلت حركة النهضة الدفاع عن موقفها في الحفاظ على «الاستقرار» وتعتبر ان ذلك يتم بالحفاظ على يوسف الشاهد كرئيس للحكومة مع اجراء تحوير وزاري في حين واصل نداء تونس ايضا تمسكه بموقفه الذي يرى ان الحكومة الحالية لا يمكن ان تنجز برنامج ال63 نقطة ويطالب بحكومة جديد ة قادرة على تنفيذ برنامج الانقاذ. كما تبين خلال الاجتماع تواصل تمسك الاتحاد العام التونسي للشغل بموقفه ايضا من النقطة 64 وقد شهد الاجتماع بعض التوتر لكن دون ان يؤدي ذلك الى انهاء الحوار مثلما حصل في اجتماع 29 ماي وستكون المشاورات الداخلية التي ستجريها الاحزاب نقطة فاصلة في مسار الحوار في صيغته الجديدة. وكان رئيس الجمهورية أكد في حواره مع قناة نسمة ان الوضع الذي بلغته الساحة السياسية في تونس تسبب فيه تمسك حركة في الحكم بمواقفها من النقطة 64 وخرجت عن التوافق مع باقي الاطراف مؤكدا انه لا يمكن ان يتواصل الوضع على ما هو عليه أكثر. وفي هذا الاطار دعا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي الى مراجعة موقفهم والعودة الى التوافق مؤكدا انه يدعم ما حصل عليه الاجماع بين البقية حول مسألة مصير رئيس الحكومة يوسف الشاهد وكان ذلك عشية انعقاد اجتماع يوم أمس. وفي الاثناء وبالرغم من ان حركة النهضة لم تقدم أية مواقف عن الاجتماع وما دار فيه من نقاشات الا ان ناطقها الرسمي اكد ان الحركة متمسكة بموقفها من النقطة 64 في وثيقة قرطاج 2 من أجل الحفاظ على الاستقرار.