منح النجم الكوميدي المغربي الفرنسي جمال دبوز الفرصة أمام الممثل الكوميدي التونسي الصاعد نضال السعدي، ليصافح جمهور مهرجان قرطاج الدولي، في عرضه، أول أمس بالمسرح الروماني بقرطاج. تونس (الشروق) غصت مدارج المسرح الأثري بقرطاج في عرض النجم الكوميدي جمال دبوز بالجماهير، التي ضمت التونسيين المقيمين بالخارج والعائدين لقضاء العطلة، وكذلك الأشقاء الجزائريين والمغاربة. وبدأ التوافد على العرض منذ الثامنة مساء رغم أن العرض انطلق في حدود العاشرة ليلا. وصعد على الركح ثلاثة أشخاص قبل جمال دبوز. لكن الصعود الأبرز كان لضيف النجم جمال دبوز. وهو الممثل التونسي نضال السعدي، الذي اكتشفه دبوز والجماهير العربية بجالياتها في برنامج لاكتشاف المواهب كان نجم الحفل من بين أعضاء لجنة تحكيمه. لذلك اختار جمال دبوز أن تقترن عودته الى الركح بعد غياب تواصل 06 سنوات على حد تعبيره، بمنح الفرصة في مهرجان قرطاج لنجم تونسي في الكوميديا قادم على مهل، وقادر على النجاح في تونس وخارجها. كما أثنى دبوز على ذلك في الندوة الصحفية التي سبقت العرض. نضال السعدي مشروع نجم وفي ظرف ربع ساعة تقريبا، أو أكثر بقليل، نجح النجم الشاب نضال السعدي ، في شد الجمهور وإضحاكه.وكان التفاعل بين الممثل التونسي وجمهور قرطاج، كبيرا، إلى درجة كاد يبكي فيها نضال السعدي، لفرط ما وجده من حب وقبول نادر من جمهور، في مصافحة أولى على ركح أكبر مسارحنا وفي أعرق تظاهراتنا. وكانت اللحظة الأروع والأكثر تأثيرا في النجم التونسي الشاب، تلك التي طلب خلالها من الجماهير الغفيرة أن تشعل هواتفها الجوالة ليلتقط صورة (سلفي) معهم.فدهش لروعة المشهد الذي لا يتكرر في مسارح أخرى في العالم. مشهد على غاية من الجمال، أثر في نضال، حتى عجز عن التعبير والوصف. الارتجال والعنصرية ومع خروج نضال السعدي، دخل نجم السهرة جمال دبوز. وبدأ بالحديث إلى جمهوره، معبرا كما في الندوة الصحفية عن سعادته بالعودة إلى خشبة المسرح ومصافحة الجمهور، مهنئا الشباب التونسي بالثورة مجددا التي كان المكسب الوحيد منها هو حرية التعبير، ومنتقدا تراجع الدينار التونسي، ومستحضرا الرئيس الأسبق «بن علي» الذي قدم نجم السهرة عرضا أواخر فترة حكمه... وإجمالا غلب الارتجال، النابع عن سرعة البديهة و»الضمار» وثقافة النجم المغربي جمال دبوز، على عرضه. فتحدث عن كل شيء واستفز الجمهور في ردوده. ولعب كما شاء ولم يسلم أحد من نقده. لكن عرضه الذي صعد لتقديمه على ركح المسرح الروماني في الدورة ال54 من مهرجان قرطاج الدولي، ركز فيه على موضوع العنصرية، ضد العرب والأفارقة، وحتى اليهود من خلال ما عايشه...