في الوقت الذي اجتاح فيه الفرح «باريس» بعد حصول «الديوك» الفرنسية على الكأس العالمية يُبادر أحد أعضاء الجامعة التونسية لكرة القدم بتنزيل صورة حديثة وربّما قديمة جمعته بمهندس هذا الإنجاز «ديشامب» وذلك على صفحته «الفايسبوكية». هم ينتصرون ونحن نلتقط الصّور هذه الصّورة «العَابرة» في نظر الكثيرين والتائهة في زحمة الأحداث تختزل من وجهة نظرنا حجم الخَراب في المنتخبات الوطنية والكرة التونسية عُموما حتى أن مسؤولينا الذين فَوّضناهم أمر النهوض باللّعبة إنشغلوا بإلتقاط الصّور التذكارية والمسائل الهَامشية بدل أن يعملوا نهارا وليلا للرُقي برياضتنا والنّسج على منوال «القوى العظمى» مثل فرنسا أوحتى إقتفاء أثر «القوى الصّاعدة» والتي حقّقت أكبر «المُعجزات» رغم محدودية الإمكانات كما هو حال «الكروات». هذا العضو الجامعي وهو بلال الفضيلي لا غيره ظهر جنبا إلى جنب مع «ديشامب» لكنّه كان في الحقيقة مثله مثل بقية رفاقه في مكتب الجريء خارج إطار النّجاحات التي كانت من نَصيب الكثير من المنتخبات مقابل إكتفاء البعثة التونسية إلى الملاعب الروسية بإحصاء الأهداف البلجيكية والكلام عن «كَرامات» «الشيخ» معلول الذي كَذب على الشعب قبل أن يطير إلى الإمارة القطرية ويترك المنتخب لمصيره المجهول. شبح الفراغ لئن كانت صورة الفضيلي الطَّموح مع الخبير «ديشامب» واضحة وعالية الجودة فإن الصّورة الحالية في منتخبنا الوطني تكتنفها الضَبابية خاصّة في ظلّ حالة الفراغ التي يعيشها «النّسور» بعد «الإنفصال» عن معلول. آخر المعلومات القادمة من جامعة الكرة المُنشطرة مثل بعض أحزابنا السياسية إلى نِصفين تفيد بأن اللّجنة الرباعية المُنبثقة عن «الإجتماع الطارىء» لمكتب الجريء سَتعقد اليوم جلسة نِقاشية سيتمّ خلالها تَقييم ولاية نبيل معلول من كل جوانبها الفنية والبدنية والإتّصالية والتنظيمية وحتّى الطبية (وما أكثر نقاط الإستفهام بشأن لجنتنا الطبية وزَعيمها سهيل الشملي). للتّذكير نشير إلى أن اللّجنة المُكلفة بمعالجة «أزمة» المنتخب الوطني تتكوّن من المدير الفني يوسف الزواوي وثلاثة من أعضاء الجامعة وهم واصف جليل وهشام بن عمران والبوصري بوجلال (كلُّهم من المَحسوبين على رئيس الجامعة). ترشيحات من المنتظر أن تقوم «لجنة الأزمة» بإجراء تقييم شامل وكامل لمسيرة المنتخب قبل أن ترفع تقاريرها للمكتب الجامعي برئاسة وديع الجريء ليأخذ بالتَوصيات الواردة في محاضر هذه اللّجنة قبل الإعلان عن جملة من القرارات والتدابير لإصلاح الوضع. ومن المفروض أن تُحدّد هذه اللّجنة مواصفات الربان الجديد للسفينة التونسية خَلفا لمعلول الذي أغرق الفريق في الأوهام وإنحرف به إلى مستنقع المصالح والسياسة و»بِدع» أخرى لا عَهد لفريقنا بها. الأنباء القادمة من الجامعة تفيد بأن الصورة لم تتّضح بعد بخصوص المدرب الأنسب لقيادة المنتخب وفي الأثناء وقع تداول جملة من الأسماء المحلية والأجنبية لخلافة معلول على رأسها الفرنسي - التونسي صبري اللّموشي والخبير الفرنسي «آلان جيراس» فضلا عن بعض أبناء الدار مثل فوزي البنزرتي وسامي الطرابلسي ولو أنّ البعض يعترض عليهما لأسباب فنية وجرّاء مُهاجمتهما للجامعة التي يُفضّل رئيسها المدربين المُطيعين على أصحاب الشخصيات القوية. وقد تَمّ أيضا طرح اسم المدرب البرتغالي «كَارلوس كيروش» الذي يدرّب إيران والمرشّح كذلك لقيادة مصر. وعُموما سيكون القرار الأوّل والأخير بيد رئيس الجامعة الذي يواجه إنتقادات لاذعة نتيجة سياسته «الديكتاتورية» وخَرقه لكلّ الأعراف والقوانين الرياضية وهو ما أكده البلاغ الأخير ل»الحِلف المُعارض» بقيادة بلال الفضيلي وسنان بن سعد وحنان السليمي ومحمّد الحبيب مقداد. وخِتاما نتساءل: أيّ مستقبل لجامعة مَقسومة إلى شقين وأيّ مَصير لمنتخب تَتقاذفه الصراعات والتجاذبات و»أمره» موكول إلى أشخاص يجمعون بين الفشل و»الجهل» بالكرة والكلام عن الرّباعي المكلّف (صُوريا) بمعالجة «الأزمة».