مازالت قضية المنتخب الوطني مفتوحة للنقاش في أروقة الجامعة التونسية لكرة القدم وأيضا في الأوساط الرياضية التي تنتظر تصحيح المسار بعد السقوط المُوجع في المونديال وما رافقه من تجاوزات على كلّ المستويات الفنية والتنظيمية والاتّصالية. وبعد «الإنفصال» الغامض والمثير للجدل عن نبيل معلول وقع تشكيل «لجنة رباعية» لتقوم بإجراء العملية التقييمية وتقديم المقترحات الضرورية لإصلاح الوضع رغم الشكوك الكبيرة التي تحوم حول هذا الإجراء بما أن العديد من الجهات تؤكد أن هذه اللّجنة صُورية وهو ما تدعمه الأدلة الواقعية التي تُثبت أن القرارات تُصنع في مكتب رئيس الجامعة أمّا حكاية الشّورى المزعومة فهي أكذوبة كبرى تماما مثل «منامة» معلول ببلوغ الدّور ربع النهائي للمونديال بعد هزم الأنقليز وبلجيكا التي سحقتنا بخماسية تاريخية. وضعية العقبي في إنتظار الكشف عن تَوصيات «لجنة الإنقاذ» المُتكوّنة من المدير الفني يوسف الزواوي وثلاثة من أعضاء الجامعة المُوالين ل»الرئيس» تستمرّ الضبابية حول مستقبل عدد من الإطارات المُرتبطة بنشاط الفريق الوطني مثل المُعاونين والمعدين البدنيين والأطباء. وكان المساعد «الدائم» حاتم الميساوي قد ترك منصبه ما يشكّل حدثا بارزا في جامعة الجريء الذي كان يُلح إصرارا على التمسك بخدمات حاتم وتمكينه من «الحَصانة» مهما كانت التغييرات الحاصلة في الإطار الفني للمنتخب. وعلى عكس الميساوي يحظى المدرّب الوطني والمدافع الدولي السابق مراد العقبي بالكثير من الإحترام والتقدير في صفوف المتابعين الذين يُجمعون على أنه طرق باب «النسور» بفضل كفاءته التي برهن عنها في أكثر من جمعية تونسية (القيروان - المنستير - «الستيدة»). ومن الواضح أن العقبي مُتحمّس لمواصلة المسيرة صلب الإطار الفني ليقينه بأن الفريق ينتظره مستقبل زاهر بعد تعديل الأوتار. ومن جانبها، أظهرت جامعة الكرة رغبتها المَبدئية في تمديد عقد العقبي ليكون مساعدا بدرجة مدرب وطني. وسيكون بقاء العقبي في منصبه رهن أمرين وهما مُبادرة الجامعة بتمديد إرتباطه المُنتهي منذ 30 جوان الماضي علاوة على التعاقد مع مدرب من الوزن الثقيل بما أن الرجل تجاوز عتبة الخمسين وراكم العديد من التجارب لذلك فإنّه لن يَقبل على نفسه الجلوس خلف مدرب يقلّ عنه خبرة. ماذا عن البقية؟ شخص آخر ترك إنطباعات جيّدة في المنتخب وهو مدرب الحراس المصري طارق عبد العليم الذي صدقت عينه الخبيرة بشأن الاسم الجديد والواعد في التشكيلة التونسية معزّ حسّان. عبد العليم أثبت كفاءته المِهنية وإخلاصه الكبير للجمعيات والمنتخبات التونسية التي قضّى فيها سنوات طويلة ويبدو أن الرجل يريد الإستمرار في منصبه رغم تداول اسمه ضمن المرشحين للعمل في منتخب «الفراعنة». وسيكون القرار طبعا بيد جامعتنا لتحسم مصيره مثله مثل بقية المُعدين البدنيين وفيهم الإطار القدير جلال الهرقلي و»الصّديق» الوفي لنبيل معلول وهو خليل الجبابلي الذي يُشاع بأنه قد يطير إلى قطر ليكون بجانب «الكوتش» الذي إختاره دون سواه ليجلس بجانبه في المونديال مقابل «إبعاد» المساعدين وهذه «بِدعة» أخرى نُضيفها إلى لائحة الغرائب التي عشناها في عهد معلول. الملف الطبي من المفروض أن تُخصّص «اللّجنة الرباعية» المُكلفة بمعالجة ملف المنتخب جزءً من اجتماعاتها التَقييمية للنظر في المهازل الطبية التي رافقت مسيرة عناصرنا الدولية على إمتداد الأشهر الأخيرة. هذه «الفضائح» الصحية شملت عدة أسماء أبرزها يوسف المساكني ومحمّد أمين عمر وقد بلغ صَداها قطر والسعودية وحتى فرنسا التي إحتضنت مُستشفياتها العملية الجراحية لبن عمر الذي «تورّط» في النهائيات الروسية بسبب عدم الجاهزية مثله مثل علي معلول. مصادرنا تؤكد أن «لجنة الإنقاذ» ستنظر في الملف الطبي الذي أثار جدلا عَابرا للقارات كان بطله الأبرز الدكتور سهيل الشملي المطلوب ل»المساءلة» شأنه شأن كل الأطباء الرسميين والشَرفيين الذين إستعانت الجامعة بخدماتهم وخبراتهم أثناء معالجة الملف الصحي ل «الكوارجية» الدوليين. الطّريف أن المنتخب يعيش مشاكل طبية في جامعة رئيسها من «الدكاترة».