وأنت تغادر مدينة قابس صوب الجنوب عبر الطريق الوطنية رقم 1 وعلى بعد 18 كيلمتر فقط تجد نفسك أمام واحة كتانة الممتدة بين الهضاب والبحر، هناك تنتشر في مدخل المدينة الواحة على اليمين والشمال محلات بيع التحف والسلع المختلفة والغلال المحلية وعصير اللاقمي وهو ما يوفر للعابرين محطة للوقوف والاستراحة والتبضع وتذوق «اللاقمي». واحة كتانة تميزت بأراضيها الفلاحية الشاسعة التي تمتد من زريق الدخلانية غربا إلى البحر من الجهة الشرقية والزائر يلحظ بسهولة أبرزها الرمان سحر الغابات والبساتين الخضراء وهي تتواصل في امتداد أفقي مع زرقة البحر في جمال ورونق طبيعي فريد ر يشكل منظرا آية في الروعة. من يقول كتانة يقول الرمان واحة كتانة السقوية تقدر مساحتها الأصلية بما يفوق 300 هكتار انضافت اليها مساحات جديدة في السنوات الأخيرة بفضل مشروع الفلاحة المندمجة الذي تم في اطاره استصلاح الأراضي المهملة احداث مناطق سقوية جديدة حول آبار عميقة تم حفرها وهو ما مكن جيلا جديدا من الفلاحين والمستثمرين الشبان من دخول غمار القطاع الفلاحي اشتهرت واحة كتانة بمنتوجاتها الفلاحية المتنوعة البعلية منها والسقوية من التفاح والمشمش والخوخ وكل أنواع التمور الى الرمان ذلك المنتوج الذي اشتهرت به المنطقة وحمل اسم مهرجانها الذي ينتظم مع مطلع كل موسم الجني ويكون عادة في مفتتح شهر أكتوبر. اعتنى أبناء المنطقة بغراسة أشجار الرمان وإختصوا في ذلك اذ يقدر عدد أصول الرمان بحوالي 300 شجرة بالمناطق السقوية وانضاف الى هذا الرقم ما يفوق 100 ألف شجرة بفضل استراتيجية تشبيب الواحة الانتاج انطلقت فيها المصالح الفلاحية في العشرية الأخيرة هذا ما جعلها تتصدر ترتيب الواحات المنتجة لهذا النوع من الغلال سواء من حيث الكمية أو من حيث الجودة اذ بلغ الانتاج 150ألف طن في الموسم الفارط. تثمين هذا المنتوج تسعى بعض الأطراف الفاعلة في الجهة إلى تثمين هذا المنتوج وذلك بتعصير طرق انتاجه وتشجيع صغار الفلاحين إلى العناية أكثر بهذه الشجرة وتشبيبها والتوجه نحو صيانة الواحة ولما لا إحيائها من جديد ولعل الخافي عن الأذهان أن فوائد ثمرة الرمان عديدة إذ تستعمل لدبغ الجلود وهي دواء نافع لأمراض المعدة وحسب بعض الدراسات الحديثة التي كشفت أن فاكهة الرمان تكافح الشيخوخة من خلال نسج العضلات وتجديد مولدات الطاقة داخل الخلايا التي شاخت مع تقدم العمر حيث يصفونها بالفاكهة العجائبية. ومن المشاريع التي يرغب في انجازها أهالي المنطقة تتعلق بالصناعة التحويلية للرمان من خلال وحدات صناعية لعصير الرمان وهو مطلب ومطمح يتجد مع مطلع كل موسم. كتانة تجارة العبور وتذوق العصير إن المحلات المنتصبة على اليمين وعلى الشمال في مدخل ووسط مدينة كتانة جعلت منها ميزة وخاصية تنفرد بها هذه البلدة فمستعملو الطريق عادة ما يجعلونها محطة للإستراحة وللتبضع وإقناء الهدايا خاصة منهم الأشقاء الليبيين خلال مرورهم ذهايا وايايا، الى جانب الهدايا والغلال المعروضة تبدو من بعيد قارورة اللاقمي ذلك العصير العجيب من منتجات النخلة الذي تميزت به واحة كتانة وجعلت منه منتوجا متاحا ومورد رزق لعديد الفلاحين خلال الأزمات، عصير اللاقمي الحلو طبعا متوفر على قارعة الطريق صباحا مساء ويلقى رواجا كبيرا لدى العابرين.