في وسط بدوي بمدينة الخمس الليبية كان مولد الطفل محمد حسن في حضن عائلة متواضعة مناضلة من أجل العيش الكريم. قضى الطفل محمد حسن صباه وطفولته متأملا في خصوصيات بلده وطريقة لباسهم وعيشهم قبل ان يقرر التوجه الى الموسقى والتلحين مستلهما اعماله من الموروث الليبي وخصوصياته. بعد اجتيازه امتحانا صعبا في التلحين سنة 1969 انطلق محمد حسن بكل جدية ومثابرة في تأسيس ثم تأثيث مسيرته الفنية على أسس ثابتة وسليمة وهو الذي بدأها منشدا ضمن فرقة الموشحات والموسيقى العربية بقيادة الفنان حسن العريبي. حاول العزف على الكمنجة الا انه عدل عنها ووجد ضالته في تعلم العود ولأنه الأقرب اليه ليصبح صديقه وخليله. ورغم تأثره باللون الشرقي كان التراث الليبي البيئة الأولى التي استمد منها أولى أغانيه ثم تمسّك بالتراث الذي اكتشف فيه أسرار الفن وطريق الابداع. كان طريقا صعبا انتهجه محمد حسن حوّل من خلاله التراث المنسي الى روائع فنية وتحدث عن عمله فقال: «اختزلت الكثير من الالحان والايقاعات فوجدت نفسي مشحونا بها..». يؤمن محمد حسن بقيمة اللغة العربية والاصالة والهوية فكانت أعماله بمثابة حلقة الوصل بين الماضي والحاضر وردا على حملات التغريب وللتوثيق ايضا للاجيال القادمة فبرأيه«لابدّ من التمسك به (التراث) وزرعه في جيل جديد وأنا مؤمن أن علينا البحث فيه وجذوره مع إضافة لمسة عليه». يتبع