الحرية هي كلمة لأجلها دفع الشعب الجزائري الغالي والنفيس ومن أجلها قدم الشعب الجزائري لبلده أكثر من مليون ونصف المليون شهيد. إنها الحرية التي تنعم بها الجزائر اليوم بعد التخلّص من قبضة مستعمر مستبد غاشم سلب أرضها وعمّر بها لمدة 132 سنة... مدة طويلة ولكنها تجسّدت فيها كل معاني النضال والكفاح والصمود في وجه العدو بمقاومة شعبية شامخة ومعارك آخرها تفجير ثورة غرّة نوفمبر 1954 والتي امتدت على طول 7 سنوات توّجت برضوخ المستعمر الفرنسي الغاشم لإرادة الشعب الجزائري الحرّ وإعلان الاستقلال التام الذي استعادت من خلاله الجزائر الشامخة شرف السيادة والحرية. لقد انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية المجيدة في منتصف ليل غرّة نوفمبر 1954، ومع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع «الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني» ودعا البيان جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية للانضمام الى الكفاح التحريري ودون أدنى أي اعتبار آخر. وما يمكن التأكيد عليه أن الثورة لم تكن وليدة أول نوفمبر 1954 بل كانت تتويجا لثورات أخرى سبقتها غير أن هذه الثورة كانت الأقوى والأشمل وكانت نتيجتها بعد 8 أعوام من القتال الشرس إعلان استقلال الجزائر وكان ذلك في صيف 1962. ثماني سنوات بالتمام والكمال لم يفل فيها عزم الجزائريين بقيادة جبهة التحرير عن مقاومة ومقارعة ومحاربة آلات الدمار الفرنسي الغاشم لتكون الغلبة لصوت إرادة الانسان الجزائري الحرّ وإجبار فرنسا على الوضوخ للشعب الجزائري وإعلان استسلامها وقبول طلباته التي كان أولها الاستقلال والتخلّص النهائي من هذا الكيان الاستعماري الغاشم فكان توقيع بروتوكول الاستقلال التام يوم 3 جوان 1962 وأعلن عن 5 جويلية يوم الحرية ليمسح بذلك معاهدة الاحتلال التي وقعت يوم 5 جويلية 1830 ويصبح هذا اليوم ذكرى خالدة في مسيرة شعب ناضل ببسالة منقطعة النظير لأجل الحرية والانعتاق.