وزارة الصحة تحذّر من التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون وتدعو إلى إتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة    أبطال إفريقيا: الكشف عن هوية حكم بيترو أتلتيكو الأنغولي والترجي الرياضي    من بين المرشحين جعفر القاسمي.. صناع الأمل 2026: دعوة لأبطال الإنسانية في الوطن العربي    عاجل: منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر..وهذا هو السبب    عاجل: وزيرة العدل تُفرج عن سنية الدهماني    عاجل : الكشف عن هوية هجوم واشنطن    ولاية سوسة: نحوإعادة تشغيل الخط الحديدي القلعة الصغرى – القيروان    ندوة اقليمية حول آفاق تصدير زيت الزيتون الاقليم الثالث يوم 3 ديسمبر 2025 بسوسة    هذا السبت: التوانسة يتوقّفون عن الشراء!    تونس تعزّز تشخيص سرطان الثدي بتقنيات التلّسَنولوجيا والذكاء الاصطناعي...شنوّا الحكاية وكيفاش؟    المرصد الوطني لسلامة المرور يدعو مستعملي الطريق الى التقيد بجملة من الاجراءات في ظل التقلبات الجوية    العراق: غازات سامة وحالات اختناق في أكبر ''غيمة تلوث''    وزارة النقل: اقرار خطة تشاركية تمكن من الانطلاق الفعلي في مزيد تنشيط المطارات الداخلية    شوف أعلى الكميات متع الأمطار    وزارة البيئة: تركيز 850 نقطة اضاءة مقتصدة للطاقة بمدينة القيروان    عاجل: البنك الدولي يتوقع انتعاش الاقتصاد التونسي و هذه التفاصيل    البرتقال فيها كنز: اكتشف قوة الخيوط البيضاء    سريلانكا.. مصرع 20 شخصا وفقدان 14 بسبب الأمطار الغزيرة    القضاء البنغالي يصدر حكما جديدا بحق الشيخة حسينة    الحماية المدنية : 501 تدخلات خلال 24 ساعة الماضية    عاجل : لسعد الدريدي مدربًا جديدًا للملعب التونسي    أرسنال يهزم بايرن ميونيخ وينتزع صدارة رابطة أبطال أوروبا    المنتخب الوطني: اليوم شد الرحال إلى الدوحة.. وسداسي في الرحلة    المنتخب الوطني للكرة الطائرة يشد الرحال إلى عمان    "منع التصوير وعضوية بنظام الدعوات فقط".. مشروع فاخر جديد لرونالدو    24 سنة سجناً مع النفاذ العاجل للمدير العام السابق لشركة الحلفاء و6 سنوات للكاتب العام الجهوي السابق لاتحاد الشغل بالقصرين    عاجل: معهد الرصد الجوي يعلن اليقظة الصفراء في عدة الولايات    شنوا الفرق بين التبروري والثلج ؟    حظر للتجول واقتحامات.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في طوباس    الجمهور يتأثر: الإعلامية المصرية هبة الزياد رحلت عن عالمنا    البنك المركزي التونسي يعزّز شراكته مع البنك الإفريقي للتصدير والتوريد من أجل فتح آفاق تعاون أوسع داخل إفريقيا    عاجل/ 16 قرار غلق لهذه المراكز..    ر.م.ع ''عجيل'' يطمّن التوانسة: قوارير الغاز متوفّرة    الاولمبي الباجي - نصف شهر راحة للمدافع الغيني شريف كامارا بعد تدخل جراحي على مستوى اليد    النفيضة ..احتجاجات وغلق طريق في عين مذاكر لهذه الأسباب    تهديد إعلامية مصرية قبل وفاتها.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياتها    محرز الغنوشي يُبشر: ''ثلوج ممكنة بالمرتفعات والاجواء باردة''    زلزال بقوة 6.6 درجة يهز جزيرة سومطرة الإندونيسية    حريق هونغ كونغ.. 44 قتيلا واكثر من 200 مفقود    انهزامك مستحيل    بين الرّموز والواجهات الافتراضية ..الحبّ تحت طبقات من الضجيج الرقمي    البنك الدولي يتوقع انتعاش الاقتصاد التونسي في 2025 بنسبة 2.6%    أرق    من قتل النقد الأدبي؟    طقس الليلة.. بارد مع امطار غزيرة بهذه المناطق    عاجل/ وفاة مسترابة لمحامية داخل منزلها: تطورات جديدة في القضية..    وزارة الداخلية تنتدب حفّاظ أمن: شروط وآليات الترشّح    غرفة مصعني المرطبات تنبه    منظمة الصحة العالمية تحذر من الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية دون وصفة طبية    علاش بكات إلهام شاهين في مهرجان شرم الشيخ    ارتفاع عدد وفيات فيروس ماربورغ في إثيوبيا    طقس اليوم: أمطار غزيرة والحرارة في انخفاض    اليونسكو تطلق مشروعا جديدا لدعم دور الثقافة في التنمية المستدامة في تونس بقيمة 1.5 مليون دولار    "سينيماد" تظاهرة جديدة في تونس تقدم لعشاق السينما أحدث الأفلام العالمية    عاجل: هذا موعد ميلاد هلال شهر رجب وأول أيامه فلكياً    جائزة عربية مرموقة للفاضل الجعايبي في 2025    في ندوة «الشروق الفكرية» «الفتوى في التاريخ الإسلامي بين الاجتهاد والتأويل»    اليوم السبت فاتح الشهر الهجري الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في اليوم العالمي للحد من انتشار البوصفير :الوباء يضرب 3000 مدرسة في تونس
نشر في الشروق يوم 30 - 07 - 2018

نتحدث في تونس عن مليون شخص مصاب بمرض الاالتهاب الكبدي أو«البوصفيور» كما يعرف عند العامة. رقم صادم في بلد افتخر الى تاريخ غير بعيد باستفادة جميع التونسيين بالتلاقيح المضادة لهذه الأمراض المعدية.
تونس (الشروق)
تحيي تونس اليوم العالمي للحد من انتشار مرض الالتهاب الكبدي وصيدلايتها تكاد لا تحمل من اختصاصها الا الاسم فاغلب الأدوية غير متوفرة بِمَا في ذلك تلك التي يتناولها المصابون بالبوصفير بتفرعاته الثلاث «أ» و«ب» و«س». الى ذلك هم مليون تونسي يحملون هذا الفيروس ومن يقول فيروس يقول حتما العدوى اذ ان اغلب هؤلاء المصابين بهذا المرض الخطير انتقل اليهم المرض عبر العدوى كما يؤكد ذلك في تصريح سابق لجريدة الشروق الدكتور توفيق النجّار (مستشفى شارل نيكول) اذ ان " إلتهاب الكبد الفيروسي لا ينتقل بالوراثة... والطريقة الوحيدة للاصابة بهذا المرض هي العدوى عن طريق شخص مصاب بالفيروس. فبالنسبة الى النوعين «ب» و«س»، تكون العدوى عن طريق الدّم (أثناء التبرع) أوعن طريق استعمال موس حلاقة أوفرشاة أسنان أومقص أظافر لشخص مصاب ". ويضيف الدكتور النجار " كما تنتقل العدوى يضا عند تبادل الحقن (مثلا بالنسبة الى مدمني المخدّرات) أوتبادل معدّات الوشم اوعند استعمال آلات طبيّة سبق استعمالها لعلاج شخص مصاب ولم يقع تعقيمها جيدا (مثلا آلة المنظار آلات العمليات الجراحية آلات علاج الفم والأسنان ). كما انه ثمة خاصية اخرى ينفرد بها الفيروس «ب» اذ يفيد الدكتور النجار بانه " ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية وكذلك من الأم الى المولود أثناء الولادة (عندما يختلط دم كل منهما) وليس أثناء الحمل. أما الفيروس «س» فلا ينتقل بهاتين الطريقتين. علما وان القبل بأنواعها، لا تنقل العدوى ". وبالنسبة الى الفيروس «أ» فيؤكد الدكتور أنه " يصيب أساسا الاطفال الصغار عند شرب مياه أوتناول أغذية ملوثة بالفضلات البشرية لِأَن الفيروس «أ» يمرّ من الشخص المصاب عبر فضلاته أي عبر الأمعاء ".
مدارس الوباء
من المفارقات العجيبة في تونس أن المدرسة التي يرتادها التلميذ للنهل من دروب العلم والمعرفة والتدرج ليصبح يوما ما طبيبا اوعالما اوباحثا تحولت الى وكر تنتشر فيه الأوبئة والأمراض المتخلفة كالسل والجرب والكوليرا. وباتت المدارس الواقعة في المناطق الريفية تشكل خطرا حقيقيا على آلاف تلاميذ التعليم الأساسي في تونس ويكفي فقط ان نورد هذا الرقم المتعلق بعدد التلاميذ الذين اصيبوا بمرض البوصفير في مطلع السنة الدراسية 2015 لنقف عند حجم الكارثة التي تحدث يوميا في هذه المدارس دون ان تحرك السلطات المعنية ساكنا لإيقاف هذا النزيف القاتل الذي يتهدد صغارنا من الذين يرتادون الثلاث آلاف مدرسة ريفية في تونس. فخلال الفترة المذكورة والممتدة من 15 سبتمبر الى 21 نوفمبر 2015 أصيب 500 تلميذ يزاول تعليمه الأساسي في مدراس الموت هذه بفيروس االالتهاب الكبدي. والمؤسف ان اغلب الضحايا يموتون بسبب الإصابة بهذا الوباء القاتل اما لانعدام الأدوية والتلاقيح في المستوصفات اولتأخر العلاج اوببساطة لعدم قدرة عائلاتهن على توفير تكاليف العلاج. وتعترف كل من وزارة الصحة ووزارة التربية بأن انتشار البوصفير في المدارس التونسية والمقدر عددها بأربعة آلاف وخمسمائة مؤسسة للتعليم الأساسي سببه الأساسي نوعية المياه التي يشربها التلاميذ داخل الفضاء المدرسي. معلم يدرس في جهة الكاف أسر لي بأن الإطار التربوي بات يشك بان بعض المدارس الواقعة في الريف تتزود من مياه الصرف الصحي لتلبية حاجيات التلاميذ من المياه. ولا تكاد تخلوولاية من ولايات الجمهورية من هذه الظاهرة اذ قل وندر ان تعثر على مدرسة واقعة في منطقة ريفية تتزود من مياه الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه. وبحل مئات الجمعيات الانمائية المختصة في توزيع المياه بالمناطق الريفية، باتت آلاف المدراس تعول على مياه الأمطار والأودية للتزود بالماء. مياه ملوثة تؤدي يوميا الى إصابة عشرات التلاميذ بفيروس الالتهاب الكبدي وغيرها من الأمراض القاتلة.
الحل في الوقاية
امام تجاهل مؤسسات الدولة وتقاعسها في حل مشكل المياه بالمؤسسات التعليمية الواقعة خاصة في المناطق الريفية، لم يعد امام الاولياء الا الوقاية لمنع إصابة ابنائهم بفيروس الالتهاب الكبدي وغيرها من الأمراض المعدية. وتؤكد منظمة الصحة العالمية في هذا الغرض على أهمية " غلي الماء ووضعه في قارورة نظيفة ليشرب منها الطفل وهوفي مدرسة لا يتوفر فيها ماء صالح للشرب وتحذير الأطفال من مياه الغدران والأودية والمستنقعات وتلك المجهول مصدرها ". كما تنصح منظمة الصحة العالمية بمراقبة الطفل عند العودة من المدرسة والتثبت ان كان غير مصاب بجروح ومعالجة تلك الجروح ان وجدت بمواد مطهرة كالكحول.
أرقام وبيانات
1
مليون تونسي يحمل فيروس البوصفير
500
إصابة في صفوف تلاميذ الأساسي سنويا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.