تدرّ مهنة بيع « اللاّقمي « على أصحابها أرباحا مقبولة خلال فصل الصيف في جهة الجريد ويشتهر العديد بمهارتهم في إعداد هذا منتوج « اللاقمي « الذي يزداد الطلب عليه خلال موسم الحرّ ومن هؤلاء الباعة التقت الشروق العمّ الهادي الترايكي وهو كهل في العقد الخامس من العمر ويتعاطى الأنشطة الفلاحية بواحات جهة توزر ومنها بيع اللاّقمي بحامة الجريد خلال فصلي الربيع والصيف ويعرف بمهارته في تحويل النخلة إلى –لاقمية - أو قتلها حسب المصطلح المتداول محليا وعن طريقة إعداد اللاّقمية قال العمّ الهادي- بعد اختيار النخلة وتكون عادة من الصّنف المنتج للتمر الأبيض مثل نخيل - الشكّان والخلط والبسر– يقوم في مرحلة أولى بتنظيف النخلة بإزالة القنوط وجريد تاجها مع ترك صفّين أو ثلاثة صفوف من الجريد مدخل رأس النخلة ومحيطة به ليسهل من خلالها التنقل والدوران ثمّ تهيئة موضع استخراج اللاقمي وهو « جمّار النخلة « والموجود في أعلى تاجها فيبدو للناظر من بعيد في شكل أسطواني ويحدث به مجرى شبيه بالميزاب من البلاستيك أو القصب ويضع تحت المجرى سطلا يتجمّع فيه مشروب –اللاّقمي- قطرة قطرة إلى أن يمتلأ فيقوم بإفراغ السطل وتسمّى العمية –إنزال- وذلك مرّتين في المساء وفي الصباح قبل شروق الشّمس ومع كلّ عملية إنزال اللاّقمي يقوم بحجامة اللاّقمية وهي نزع قليل من الجمّار ليستمرّ تدفّق اللاّقمي وتدرّ اللاقمية في بدايتها حوالي لتر واحد من اللاّقمي ثمّ يزداد الكمّ من يوم لآخر فيبلغ حوالي ثماني لترات بالنسبة للنخلة الواحدة عند بلوغها 25 يوما ويبيع القارورة ذات سعة لتر ونصف بدينارين ونظرا للإقبال الكبير على منتوجه فهو يقوم غالبا بإعداد نخلتين « لاقميتين « في نفس الفترة لتلبية طلبات حرفائه الذين يتّصلون به باستمرار ليمكّنهم من نصيبهم من مشروب اللاّقمي وهي تجارة موسمية قال إنها مربحة وعن أسباب الاقبال الكبير على منتوجه قال العمّ الهادي إنّها بالإضافة إلى إتقانه لعملية الاعداد فهو يحافظ على نظافة المنتوج بتنظّيف سطل اللاقمية يوميا وتغطيته بالنّاموسية وجمّار اللاقمية بقفة من سعف النخيل أو علبة « كرتون « أثناء النهار ولمشروب اللاقمي فوائد صحية عديدة حسب قوله منها علاج أمراض البطن وينصح الجميع بتناول مشروب اللاقمي ما عدا مرضى السّكري .