بالتأكيد أن الولاياتالمتحدةالامريكية وهي تستنسخ سياسة ردّ الفعل وسياسة الحظر والعقوبات على إيران، تلج باب الخطإ من جديد... الأخطاء الامريكية الجديدة لا تكمن في «نعرات» الصّفح والعقوبة هنا وهناك، بل تتمثّل (هذه الأخطاء) في أن أصحاب هذا القرار من الساسة الأمريكان، لا يقرؤون التطوّرات والمتغيّرات التي باتت عليها الحياة الدولية... اليوم. الولاياتالمتحدة وهي تتّخذ القرار الجديد ضدّ إيران، لم تعتبر من انقلاب العلاقات الدولية، الذي أحدثته روسيا كدولة «عظمى» اليوم وبكلّ المقاييس الاستراتيجية... أخطاء واشنطن، والادارة الحالية بالذات تجاوزت كل أنماط الأخطاء الأخرى التي اقترفتها الادارات المتعاقبة على البيت الأبيض، فمنذ خمسة عشر سنة، كانت واشنطن في حلف وتحالف لافت مع إيران من أجل احتلال وتدمير العراق، ورغم أن العارفين بالسياسة لا يضعون هذا المعطى محلّ استغراب عملا بمقولة في السياسة لا صداقات دائمة ولا عداء دائم... الخطأ الآخر هنا بالذات، يكمن في ذاك الجمود الفكري الذي أضحى يميّز السياسة الامريكية في تعاطيها مع القضايا الدولية... ذلك أن الاتفاقيات الدولي، والتي يمثّل الاتفاق مع إيران حول النووي، إحداها، لا يمكّن واشنطن، وحدها، إعادة النظر فيه... الخطأ الموالي الذي ترتكبه إدارة «ترامب» تحديدا، هو ضرب الرئيس الامريكي لمبدإ تواصل الدولة في بلاده... وهذا يعدّ خطرا لا على الولاياتالمتحدة فقط، بل ان الخطر يطال العالم، نظرا لما يسببه من إرباك وانعدام رؤية في التعامل مع الاتفاقيات الدولية... أخطاء الولاياتالمتحدةالامريكية الآن، ستكون أشدّ وطأة على السياسة الامريكية وعلى مكانة واشنطن في العالم، لأن المبرّرات التي تسوقها واشنطن اليوم في ما يخصّ في الاستراتيجيا الامريكية وتجعلها تدخل معارك وتؤسس لتحالفات، قد تعود عليها بالوبال... وإنّ العالم آخر تسعينات القرن الماضي، ليس هو نفسه العالم اليوم، وقد اشتدّ عود بعض القوى الاقليمية في ما سجّل العالم دخول قوى دولية أضحت مؤثّرة في سياسة العالم، مثل الصّين وروسيا، وبالتالي لم تعد واشنطن وحدها صاحبة الحلّ والعقد في سَوْس العالم... هذه القوى التي تسجّل تباعا نجاحات اقتصادية، نجدها اليوم تجني الحضور السياسي، مع مزيد من المصداقية والفعل السياسي المتّجه نحو تعديل كفّة التوازن العالمي... الولاياتالمتحدةالامريكية، تتعدّد أخطاؤها اليوم، كما أنّها لا تزال تراكم الظّلم والسطو على الشعوب، ولعلّ أهمّها دعم الظّلم الصهيوني في فلسطين وتبنّيها «يهودية الدولة الاسرائيلية» وهو مسار سيعصف بمؤسسة الدولة في الولاياتالمتحدةالامريكية، لأن إقرار «يهودية الدولة الاسرائيلية» يعني إدخال البشرية جمعاء في نفق الاحتراب... احتراب جديد بمسوّغات خطيرة...