صفاقس - مكتب الشروق تتميّز مدينة المحرس بالصناعات اليدوية المتعددة والتي تعد تراثاً شعبياً، و يعتبر الكبّوس المحرسي جزءا من هذا الإرث الذي حافظ الأهالي علي وجوده رغم انتشار أشكال جديدة من اللباس. وفي لقاء مع الحرفي فاضل الجربى أصيل منطقة المحرس حدثنا عن تاريخ «الكبوس المحرسي « الذي تناقله عن الأجداد، فهو لم يعد باللباس اليومي لأهالي المنطقة مثلما كان من قبل غير أنه ظل حاضرا في الأفراح والمناسبات. يستعين الجربى بزوجته السيدة هادية حواس في تحضيره وقد وصف لنا طريقة صنعه التي تبتدأ بجمع سعف النخل ليتم ضفره ثم يغلف بقماش اسود مطرّز فيه خطوط ذهبية عمودية و تُعلّقُ عليه كرات «الجُمان « وقطع «المحبوب» كالدنانير الذهبية، وفي جبهة الكبوس دائرة كبرى من الذهب تسمّى «العشاري» وتنسدل منه ثلاث سلاسل طويلة صنعت من حلقات متوسطة الأحجام . تختلف الأسعار نسبة لأحجامه وأنواعه وأصناف الذهب والفضة المستعملة في الصناعة فهو يتراوح بين المليونين إلى ثلاث عشر مليون. وأضاف الجربى أن هذه الصناعة تواجه العديد من التحديات علي غرار صعوبة شراء المواد الأولية إضافة الى عزوف الشباب علي تعلم هذه الحرفة.