الجزائر (الشروق): أجهضت قوات الأمن الجزائري، أمس الأحد، مظاهرة لقادة أحزاب وشخصيات معارضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، فيما تم إطلاق سراح النشطاء المحتجين بعد اقتيادهم إلى مركز الشرطة. وفرضت السلطات الأمنية الجزائرية طوقًا أمنيا وركزت عربات تابعة للشرطة كما نشرت عشرات الأعوان بالزي المدني، لمحاصرة المحتجين وبينهم 3 قادة أحزاب معارضة وشخصيات مناهضة منضوين ضمن تنسيقية «حركة مواطنة»، التي قالت المتحدثة باسمها زوبيدة عسول لوسائل إعلام محلية إن ضباط الأمن الجزائري فتحوا محاضر لاستجواب المحتجين، قبل إخلاء سبيلهم، وأوضحت أن المتظاهرين باغتهم طوق أمني بساحة «الشهداء» في قلب العاصمة الجزائرية، ومنعوهم من المسيرة. وصرحت عسول أن «المحتجين لم يقوموا سوى بوقفة رمزية سلمية، تعبيرًا منهم عن رفض مشروع الولاية الخامسة لبوتفليقة، ومع ذلك تعرضوا لمضايقات وتعنيفٍ وسحب لافتات مكتوبة عليها شعارات مناهضة»، مضيفةً أنّ «هذه المظاهرة ستعقبها مظاهرات أخرى بإشراك جماهير واسعة أبانت عن رفضها المطلق لمخطط ترشيح بوتفليقة مرة أخرى». وأطلقت أحزاب الائتلاف الحاكم حملة رئاسية مبكرة، مع أن الولاية الرابعة لم تنتهِ رسميًّا بحسب قانون الانتخابات، وأظهرت الأحزاب الثلاثة «حماسًا» لخوض بوتفليقة سباقًا جديدًا بعدما كشفت أنه هو مرشحها لاستحقاق 2019. وتبذل أحزاب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر، مساعٍ عديدة لإقناع الرأي العام بضرورة ترشيح رئيس البلاد، حفاظًا على «نهج الاستمرارية وإطفاء نار الفتنة وتنمية الجزائر»، مع ترويج فزّاعة «الفوضى والخراب» في حال لم يتم ذلك. وفي وقت سابق، حذر رئيس الحكومة والمرشح الرئاسي السابق، علي بن فليس، من «وجود خطر يهدد البلاد جرّاء الولاية الخامسة التي تتزايد مؤشراتها، مع تفاقم الأزمة متعددة الجوانب». ودعا بن فليس قوى المعارضة إلى «البحث عن مخرج للأزمة، يتطلب وضع انتخابات الرئاسة بصدارة جدول أعمال الساسة، لمواجهة مخطط الولاية الخامسة، وتجنيب الجزائر أزمة حادة ومتعددة الأبعاد». ويبلغ الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، 81 عامًا من العمر، ويواجه متاعب صحية منذ سنوات، لكنّ أنصاره يقولون إنه قادر على قيادة الدولة لفترة رئاسية أخرى. واحتفى بوتفليقة قبل أسابيع بمرور 19 عامًا على وصوله للحكم، بينما يبعث قطب الموالاة بمؤشرات عديدة، لفرض خيار دفعه إلى تمديد مكوثه في السلطة، أو ترشيح شقيقه وكبير مساعديه في القصر السعيد بوتفليقة.