العهدة الخامسة لبوتفليقة تقسّم الشارع الجزائري تونس «الشروق» احتد الجدل في الجزائر في الأيام الاخيرة حول ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة مع بداية العد التنازلي للانتخابات الرئاسية والتشريعية في أفريل القادم. حسمت أحزاب الائتلاف الحاكم في الجزائر الثلاثة أمرها فيما يتعلق بمرشحها للانتخابات الرئاسية القادمة بترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة تمتد خمس سنوات 2019 2024 وذلك بعد اللقاءات المشتركة بين قادة الأحزاب الثلاثة التي تشكل الائتلاف الذي يملك الغالبية في المجلس الشعبي (البرلمان) ويتكون الائتلاف الحاكم من ثلاثة أحزاب وهي كل من تجمع أمل الجزائر برئاسة وزير السياحة سابقا عمار غول والتجمع الوطني الديمقراطي بزعامة أحمد أويحي وجبهة التحرير الوطني الحاكم بزعامة جمال ولد عباس. وتسعى هذه الأحزاب التي تقود الحكومة أيضا برئاسة الوزير الاول أحمد أويحي الى حشد التعبئة الكافية لخوض الانتخابات الرئاسية وتبرر هذه الأحزاب تمسكها بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالحفاظ على استقرار الجزائر إذ أن بوتفليقة وهو من اخر زعماء الثورة الجزائرية الأحياء في إعادة الاستقرار للجزائر بعد حوالي عشر سنوات من نزيف الارهاب الذي حصد أرواح ألاف الجزائريين وقدمت خلاله المؤسسة العسكرية والأمنية ألاف الشهداء في المعركة مع الارهاب على اثر الغاء نتائج انتخابات 1991 فقد أعاد بوتفليقة الذي خلف الجنرال زروال الأمن عبر مشروع المصالحة الوطنية الذي أعاد ادماج عدد كبير من الذين رفعوا السلاح ضد الدولة في المجتمع من جديد بعد أن تخلوا عن طريق العنف كما حقق الاقتصاد الجزائري في عهده قفزة نوعية وتنفذ الجزائر منذ سنوات مشاريع عملاقة في البنية الاساسية وفي السكن الاجتماعي وغيرها . رفض المعارضة دعوة الائتلاف الحاكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للترشح لدورة خامسة لا تحظى باجماع في الشارع السياسي الجزائري ومن أبرز الرافضين لترشّح بوتفليقة لدورة جديدة حركة مجتمع السلم وهي حركة اسلامية تعتبر أن الجزائريين عليهم الاتفاق حول اسم جديد لقيادة الجزائر على أن يكون يحظى بتزكية المؤسسة العسكرية التي كانت أعلنت في بيانات متتالية على اثر دعوات من هذا النوع بأنه لن تتدخل في الشأن السياسي وهي تقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب كما أعلنت جبهة القوى الاشتراكية (يسار) رفضها لترشيح بوتفليقة داعية الى الاتفاق حول مرشح قادر على ضمان استقرار الجزائر التي تواجه تحديات كبرى في محيط اقليمي مضطرب . أمام دعوات الأئتلاف الحاكم والمعارضة ألتزم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الصمت ولم يعلن عن أي موقف الى حد الآن لا بالرفض ولا بالقبول في الوقت الذي نقلت فيه مصادر اعلامية جزائرية عن شقيقه ومستشاره سعيد بوتفليقة أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لن يترشّح لعهدة جديدة في حين تحدّثت تقارير ألمانية وفرنسية عن المدير العام للأمن الوطني عبدالغني بن هامل بأنه سيكون من أبرز المرشحين لخلافة الرئيس بوتفليقة.