إعلان مشروع واتفاقيات شراكة    رونالدو يضع شروطه لتجديد عقده مع النصر    الكرة الطائرة.. الترجي يضم الكأس للبطولة للمرة الثامنة تواليا    محرز الغنوشي: بين 13 و 16 ماي...حالة جوّية ممطرة وإنذارية    الرابطة الثانية.. نتائج الدفعة الاولى من مباريات الجولة 24    تعيين التونسي الحبيب الشريف عضوا بمجلس إدارة الكنفدرالية العالمية لأنشطة الغوص    مصر.. القضاء يسدل الستار على جريمة مروعة هزت البلاد    بعد وفاة صديقه ''كافون'': بلطي يُقرّر تأجيله حفله في بروكسيل    كأس تونس للكرة الطائرة: الترجي الرياضي التونسي يتوّج باللقب للمرة 23 والتاسع على التوالي    أقوى رسالة من ''كافون'' للشاب التونسي: ''الصحة هي أغلى ما نملك''    المرض الذي عانى منه ''كافون''    وزير النقل يقرّر إطلاق تربص المتكونين في درجة قائدي الطائرات للخطوط التونسية أوائل نوفمبر 2025    تونس: هذه استعدادات وزارة النقل لضمان نجاح الموسم الصيفي    مغني الراب "كافون" في ذمة الله    زازا : ''كافون الإنسان الطيب الى يحب الناس لكل ربي يرحمك خويا ''    مغني الراب احمد العبيدي المعروف ب"كافون" في ذمة الله    وفاة مغني الراب التونسي "كافون" بعد صراع مع المرض    القصرين: أكثر من 1400 تلميذ ينتفعون بخدمات قوافل طبية حول صحة الفم والأسنان    توقعات بتراجع أسعار أضاحي العيد..    المهدية: فتح بحث تحقيقي في شبهة سرقة تجهيزات بمستشفى الطاهر صفر    نداء من الممرضين في تونس لتعزيز حقوقهم وتوسيع آفاقهم المهنية    اختصاصي أمراض القلب: قلة الحركة تمثل خطراً صحياً يعادل التدخين    ترامب: الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق النار بالكامل وبشكل فوري    الكاف: زيارة منتظرة لوزيري السياحة والتجهيز والإسكان    غدا: اختتام الملتقى الوطني للقصة القصيرة جدا    إصلاحات ثورية لتحسين خدمات تصفية الدم: نصوص قانونية و هذه التفاصيل    المهدية: إيقاف 3 أعوان بمستشفى الطاهر صفر بشبهة السرقة    جنيف: بكين وواشنطن على طاولة الحوار    لهذه الأسباب اتحاد المرأة يرفض ''طلاق عدل الإشهاد''    حج 2025: وزير الشؤون الدينية يُشرف على يوم تدريبي لحجيج صفاقس وسيدي بوزيد    سليانة: الأمطار التى شهدتها الولاية مفيدة للأشجار المثمرة والزراعات الكبرى (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    قريبا إصدار نصوص قانونية لتحسين الخدمات المسداة في مراكز تصفية الدم    الشكندالي: سياسة التعويل على الذات في تونس فكرة جيدة ولكن...    إنتاج الحبوب يرتفع بأكثر من 58% بفضل الظروف المناخية الملائمة    جريمة مروعة تكشف بعد 8 سنوات: قتلت زوجها ودفنته في المنزل بمساعدة أبنائها..!    وزارة التربية: فتح باب التسجيل بالسنة الأولى من التعليم الاساسي للسنة الدراسية 2026/2025    قرعة افروباسكيت 2025 : المنتخب التونسي ضمن المجموعة الثانية الى جانب مدغشقر ونيجيريا والكاميرون    الترجي الرياضي التونسي بطل الماسترز الدولية للسباحة للمرة الثانية على التوالي    نائب سابق بالبرلمان: وفاة مهاجر تونسي آخر في سجن إيطالي    عاجل/ اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد 4 موظفين وأعوان بهذا المستشفى من أجل هذه التهمة..    عاجل/ سماع دوي انفجارين في سريناجار بالشطر الهندي من كشمير..    زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    سيدي بوزيد: اليوم وغدا انقطاع التيار الكهربائي بهذه المناطق    القيروان: ارتفاع صابة المشمش إلى 18.2 ألف طن ...وحركية اقتصادية كبيرة    موعد مباراة أنس جابر في بطولة روما للتنس    الخبير الجبائي أنيس بن سعيد: لا سقف لإدخال العملة الصعبة إلى تونس للمقيمين بالخارج... والتصريح ضروري لتفادي التتبعات    "جيروساليم بوست": ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعودية المقبلة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون ويتوعّدون: "القادم أعظم"..    باكستان تغلق مجالها الجوي لمدة 24 ساعة    صفاقس: الدورة 7 لمهرجان المسرح المدرسي الناطق باللغة الفرنسية بدار الثقافة عقارب.    الاحتياطي من العملة الصعبة يبلغ 22,9 مليار دينار وتراجع بنسبة 3 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية    معهد البحوث الفلكية في مصر.. لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأضحى والأمر متروك للسعودية    الأيام الفرنسية التونسية للأشعة تناقش أيام 8 و9 و10 ماي بتونس تطور التصوير الطبي وتحديات قطاع الأشعة    مجلس نواب الشعب ينعى الفقيد النائب نبيه ثابت    ملف الأسبوع: مهلكة عظيمة: لا تتتبعوا عوراتِ المسلمينَ... عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ    منبر الجمعة: واعرباه. وا إسلاماه. هل من مجيب؟!    وزارة الصحة: احمي سَمعِك قبل ما تندم... الصوت العالي ما يرحمش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمسرة، تجاوزات واستغلال الملك العمومي البحري:تونسيون محرومون من «الخلاعة»
نشر في الشروق يوم 14 - 08 - 2018

في حرارة الطقس يتفق الفقير والغني على أن البحر والاصطياف هما الملاذ لتغيير الأجواء. لكن يبدو أن التجاوزات التي يعرفها عدد من الشواطئ التونسية تكاد تحرم فئة كبيرة من التونسيين من حقهم في «البحر».
تونس (الشروق)
شهدت منطقة غار الملح منذ أيام وقفات احتجاجية من سكانها الذين حرموا من البحر بعد أن سيطر عليه المظلات والقطاع الخاص. والواضح أن التذمر من التجاوزات التي يعرفها عدد من الشواطئ التونسية لا سيما المتاخمة لتونس الكبرى وجهات الشمال الشرقي، قد حرمت العائلات من البحر وحولته إلى «احتكار» بيد من يكترون البحر ويتحكمون فيه على حساب حق المواطن في الملك العمومي البحري.
حقوق مهضومة
جولة في الشارع التونسي كشفت معاناة التونسي مع «الخلاعة» ومع الاصطياف. وتحدث المواطنون مع "الشروق" على مجموعة من الانتهاكات منها المطالبة بأسعار للكرسي والمظلة «الباراسول» تصل إلى 30 و40 دينارا وأكثر... إضافة إلى المطالبة بالاستهلاك.
ووصف بلال (موظف) ما يحدث كلما توجه إلى الشاطئ بسيطرة «العصابات» و»الباربوات». فالبحر يتحول إلى ملكية خاصة، معتبرا أن «الزوالي» لم يعد له نصيب في شواطئ بلاده، وأن البقاء في المنزل أرحم من العبث به واستنزاف أمواله في الشاطئ.
مواطنة أخرى عبرت عن استيائها من الاستغلال المفرط ممن وصفتهم ب»سماسرة» و»عصابات» الشواطئ. وقالت «الشفاعة من الخلاعة. فأينما ذهبت هناك كلمة هات.. وكأن البحر ليس لكل التونسيين.. هناك شواطئ خاصة ونزل لمن يمتلك النقود لكن أين حقنا في بحرنا ؟».
وتحدث التونسيون عما يعانونه خلال التوجه الى الشواطئ من غلاء مشط في أسعار مآوى السيارات،والاستحواذ على الشواطئ وتسويغها بمقابل فاحش، واستغلال الملك العمومي البحري ليجد المصطافون أنفسهم في مواجهة «المتاجرين» ب»الخلاعة»، الذين اغتصبوا حقهم في «الخلاعة».
تجاوزات بالجملة
وخلال حديث مع رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله أكد وجود تجاوزات بالجملة في الشواطئ.وقد بلغ عدد من المستهلكين تذمراتهم للمنظمة. وقال إن النقطة الأولى تتمثل في السيطرة على الشواطئ ممن يكترون هذه المساحات من البلديات وأحيانا يتجاوزون المساحات المخصصة للكراء. كما أن هناك تلاعبا بثمن الكراسي والطاولة المكتراة لتصل إلى 50 دينارا. وهو ما يحرم التونسي المتوسط من حقه في البحر ومن أمسية من الترفيه دون إزعاج. كما لاحظ وجود شواطئ يستغلها السماسرة ويكترونها. ويتجاوزون في عملية التطبيق المساحة التي اكتروها أو التسعيرةالمتفق عليها. ومنهم من يقوم بكراء الكرسي بأسعار مشطة ب 10 دنانير و»الباراسول» ب 20 دينارا.
ومن جهته انتقد الأستاذ أكرم باروني نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك وجود هذه التجاوزات، داعيا السلط الرسمية إلى التصدي لمن وصفهم ب»العصابات» و»الباربوات» التي تتحكم في الشواطئ. وتساءل عن أسباب المطالبة بثمن الدخول إلى الشاطئ في بعض المناطق وحتى ثمن المرور من المنطقة دون التوقف، ملاحظا تسيبا كبيرا واعتداء على القوانين.
ولاحظ أن هناك خروقات كبرى للقوانين على حساب المواطن البسيط الذي يضطر الى دفع معلوم السيارة المارة ومعاليم البقاء في الشاطئ ومعلوم الكراسي والطاولة بأثمان كبرى، دون ترك مساحة للتونسي الذي يريد حقه في الملك العمومي البحري، وغير محتاج الى خدمات الكراسي والطاولة.
وشدد على أن هناك نصا قانونيا واضحا يؤكد على حق التونسي في الشواطئ البحرية و على «الملك العمومي البحري» الذي لا يباع ولا يشترى.
ويبدو أن المخالفات المتعلقة بالشواطئ ليست جديدة في صيف هذا العام. فحسب تقرير دائرة المحاسبات حول الملك العمومي البحري خلال الفترة الممتدّة بين سنوات 2010 و2015، تتكرر المخالفات التي تحاول استغلال موسم الصيف والحرارة في البحر.وكانت تلك الفترة قد شهدت بالخصوص اعتداءات على الملك العمومي البحري تتعلق بأشغال البناء. وتعلّقت أغلب المخالفات"بالبناء بالصلب والتمركز العشوائي والتعدّي على الكثبان الرملية علاوة على عدم التقيّدبمقتضيات تراخيص الإشغال الوقتي"، وحسب التقرير هناك ضعف في نسبة إزالة المخالفات التي لم تتجاوز 25 %.
ويبدو من خلال عدد من الخبراء أن الفوائد التي تعود الى الدولة من عمليات الكراء والتسويغ محدودة. كما أنه يجب مراجعة حدود الملك العمومي البحري التي توقّفت عند مرحلة التحديد الوقتي ولم يتمّ استكمالها منذ 2002. كما أن علامات الملك العمومي البحري قد اندثرت من أماكن عديدة.
القانون موجود
- تضمن القانون عدد73 لسنة 1995 المؤرخ في 24جويلية 1995 نصوصا تتعلق بالملك العمومي البحري .
- الأمر عدد 1847 لسنة 2014 المؤرخ في 20ماي2014 والمتعلق بالاشغال الوقتي للملك العمومي البحري.
-قانون عدد23 لسنة 2008 مؤرخ في أول أفريل 2008 يتعلق بنظام اللزمات حيث أكد المشرع بالقانون عدد 73 وبالتحديد بالفصل 21 أن الاستعمال العام للملك العمومي البحري حر ومتساو ومجاني. وينحصر في الاستعمال الجاري به وذلك حسب العادة والعرف مع احترام راحة الغير والمحافظة على الصحة والسلامة والنظام العام وحماية المحيط كما جاء بالفصل 19 من نفس القانون «الملك العمومي البحري غير قابل للعقلة والرهن. ولا يمكن التفويت فيه ولا اكتسابه بالتقادم من طرف الغير .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.