اعتلت الفنانة السورية ذات الأصول الأرمينية لينا شاماميان ليلة الثلاثاء ركح البرج الأثري بالمهدية لتصافح بصوتها الساحر الصّادح بالحرّية، والقيم الإنسانية جمهورها الغفير مدة ساعتين من الزمن قدّمت خلالها أجمل أغاني ألبوماتها الشهيرة، إضافة إلى عدد من الأغاني التونسية، والأرمينية. وبمثابة صعودها إلى خشبة المسرح أطلقت النجمة لينا شاماميان أمانيها بعودة السّلام إلى أرض بلدها سوريا المثخّنة بجراح حرب عاصفة عمّقت أوجاع وطن ساكن في وجدانها، وذاكرتها.. لينا.. "بنت الشّتات الأرميني" روت قصص اللاّجئين، والمنفيّين، وأولئك الذين ابتلعتهم أمواج البحر الهادرة هربا من فجيعة الدّمار، ورعب الآتي المُثقل بالدّماء، والدّموع، وأهدت أغانيها، وآهاتها إلى كلّ المصابين بألم عشق البلاد. وشدت الفنانة لينا شاماميان رفقة محبّيها بأحلى أغاني ألبوماتها "هالأسمر اللون"، و"شامات"، و"لونان" نذكر من بينها "لما بدا يتثنّى"، و"بالي معاك"، و"لو كان"، و"رسائل"، إضافة إلى عدد من الأغاني التونسية الشهيرة على غرار "كي يضيق بيك الدّهر يا مزيانة" التي أهدتها إلى المرأة التونسية في عيدها الوطني، و"صالحة أم القدّ طويل"، و"جيبولي خالي ما نموتش" بالاعتماد على آلة "الزّكرة"، لتختتم عرضها وسط تفاعل جماهيري منقطع النظير ب"كوكتال" من الأغاني الأرمينيّة، و"القدود الحلبيّة" العربية الأصيلة. *حادثة مطار "أورلي" عرّجت الفنانة لينا شاماميان على حادثة غريبة حصلت لها في مطار "أورلي" بفرنسا في طريق سفرها إلى تونس للقيام بجولتها الفنية، حيث منعتها سلطات المطار من ركوب الطائرة لمدة ساعة كاملة رغم استظهارها بكلّ الوثائق القانونية بتهمة مسّتها في العمق وهي امتلاكها جواز سفر سوري.. هذه الحادثة كانت القادح للفنانة السورية لإنجاز أغنية باللهجتين التونسية، والسورية من كلماتها، وألحانها، وتوزيع الفنان سامي بن سعيد تقول فيها: "أنا جاية لتونس صار يخزرلي شوي، نزّلني من الطيّارة خاطر قال فيّ شيء.. خوّفني من حالي علي.. تغشش، تنرفز، تقلّق، وتنقرس.. قلّي ما فيّ أسافر خاطر إنّي سوريّة".
